2009-12-10 • فتوى رقم 41431
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على إجابتكم على سؤالي الأول.
سؤالي بارك الله فيكم: هل سب سيدنا أبو بكر الصديق أو عمر بن الخطاب أو أي أحد من الصحابة يخرج من الملة أي بسبه للصحابة يكون هذا الشخص قد كفر؟
وما يجب علي أن أعتقده في الشيعة؟
وجزاكم الله خيرا، وبارك الله لكم في وقتكم وجهدكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن سب الصحابة فهو فاسق في قول أكثر العلماء، وهناك من قال بكفره، والأول هو الأرجح لدي لقوة أدلته، وللتنزه عن تكفير المسلم ما أمكن.
ومن واجب المسلمين عامة والعلماء خاصة، إظهار فضل الصحابة كلهم، والدفاع عنهم فهم حملة هذا الدين، وهم الذين اختارهم الله لصحبة نبيه ومصطفاه، وأسأل الله تعالى أن يهدي المسلمين جميعاً لمعرفة قدر ومنزلة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سميع مجيب.
فالعلماء من أهل السنة مجمعون على حرمة سب الصحابة أو الانتقاص من قدرهم أو الحد من شأنهم؛ لأن الطعن فيهم وتجريحهم يؤدي إلى إبطال الشريعة التي نقلوها إلينا، وهذا ما أشار إليه الإمام القرطبي في تفسيره بقوله: من نقص واحدًا منهم أو طعن عليه فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين.
وقد تشدد فريق من العلماء في عقوبة من يسب الصحابة ويطعن فيهم، فذهبوا إلى تكفيرهم وإهدار دمهم إلا أن يتوب ويرجع، وممن ذهب إلى ذلك من الأئمة الإمام السرخسي وأبو زرعة الرازي، والطحاوي.
وذهب فريق آخر من العلماء إلى أن من سب الصحابة لا يكفر وإنما يحكم بفسقه وضلاله ويكتفى بتعزيره وتأديبه، وهذا الرأي هو الراجح في مسألة السب وعليه حمهور العلماء كما نقل ذلك الإمام السبكي فقال: وأجمع القائلون بعدم تكفير سب الصحابة أنهم فساق. وللإمام مالك قولة مشهورة: من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قتل ومن شتم أصحابه أُدّب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.