2006-05-14 • فتوى رقم 5231
أنا فتاة ابلغ من العمر 26 سنة, من المغرب, محجبة, ملتزمة بالصلاة مند سن البلوغ, لم أفكر يوما في أن يكون لي صديق باعتبار أن دلك حرام شرعا.
درست تخصص محاسبة لكني اشتغلت سكرتيرة, في عملي ألأول استقلت منه بسبب رفيق في العمل ينظر إلي نظرات غير بريئة, ففضلت الاستقالة لعدم الاصطدام به خاصة أن له أبناء.
بحثت كثيرا حتى وجدت هذا العمل الجديد, والآن لدي مسؤولية كبيرة في العمل.
يشتغل معي شخص يعاملني باحترام كبير, فهو حاج, ملتزم بالصلاة, متزوج وله ابنتان, ولا أفكر فيه لهذا الاعتبار.
لكن احترامه زاد كثيرا, فعندما ارتكب أغلاطا يحاول إصلاحها قدر الإمكان, وأنا كذلك أصبحت أحترمه لتقديره لعملي.
لكنه في أحد الأيام حاول الاقتراب مني فقلت له لا تلمسني, إن هذا حرام, وإنني لا أقوم بالأشياء التي تثير، و قال لي إنه يعزني وإنني في مرتبة إحدى إخوته أو بناته، وطلبت منه أن لا يتكرر هذا العمل.
في الغد بينما نحن نشتغل, إذا به يعانقني – عذرا عن هذه العبارة - كوني لم أوضع في مثل هذا الموقف في حياتي, استسلمت له وضمني إلى صدره, و قال إنه لا يريد مني أي شيء بعد هذا.
فأنا نادمة على فعلتي هّذه, وأخاف أن أكون قد ارتكبت الزنا والعياذ بالله.
كما أخاف بهذه الفعلة أن أكون قد ضيعت كل ما عملته في حياتي, فدائما كنت أنا الناصحة الواعظة لصديقاتي وإلى كل من يشك أن يقع في الغلط, حتى من هم أكبر مني سنا.
لقد فقدت الثقة في نفسي, وأنتظر جزاء الله, إلى حد أنني أطلب من الله أن يجازيني حتى أحس أن الله قد غفر لي ذنبي هذا.
كيف لي أن أعرف أن الله قد غفر لي؟
ماهو الدعاء الذي يجب علي أن أقوله؟
كيف أتوب إلى الله عز وجل؟
أما دلك الشخص فقد شرطت عليه إن اقترب مني سوف أترك العمل في الحال.
أرجو من الله المغفرة, وما نصيحتك لي يا شيخنا الجليل, كما أتمنى إجابتك لي تكون في عنواني الخاص.
وجازاك الله عنا كل الخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخطأت كثيراً، وما فعلته هو من المعصية، وإن لم يعتبر زنا، فهو من مقدماته، والله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء32. وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ)، الأنعام151.
والآن عليك بالتوبة النصوح وهي النية بعدم الرجوع إلى تلك الذنوب مرة أخرى, والإكثار من الاستغفار، والندم على فعلتك السابقة، عسى الله عزوجل أن يغفر لنا ولكم، ومن تاب تاب الله تعالى عليه.
ثم إذا كنت راضية عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
وأنصحك بتجنب التعامل معه قدر الإمكان، بل بترك العمل معه نهائيا، لأنك ضعفت أمامه في المرة الأولى، وأخشى أن تضعفي مرة ثانية، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.