2006-06-03 • فتوى رقم 5599
السلام عليكم
أحبيت والله أن أتأكد من موضوع لقيته في منتدى اسمه سوالف، وانسخ لك يا شيخ الذي ذكر فيه عن تارك الصلاة.
تحرم عليه زوجته (إذا ترك الصلاة بعد أن عقد له فإن نكاحه ينفسخ و لا تحل له الزوجة).
تسقط ولايته (فلا يولّى على القاصرين من أولاده وغيرهم، ولا يزوج أحدا من مولياته من بناته وغيرهن).
ماذا يفعل الرجل إذا أمر أهله بالصلاة ولكنهم لم يستمعوا إليه، هل يسكن معهم ويخالطهم أم يخرج من البيت؟
هذا سؤال ألقي على الشيخ محمد بن عثيمين حفظه الله وإليك الجواب:
(إذا كان هؤلاء الأهل لا يصلون أبداً فهم كفار، مرتدون، خارجون من الإسلام ولا يجوز أن يسكن معهم ولكن يجب عليه أن يدعوهم ويلح ويكرر لعل الله يهديهم لأن تارك الصلاة كافر - والعياذ بالله - بدليل الكتاب والسنة وقول الصحابة والنظر الصحيح
أما من القرآن فقوله تعالى عن المشركين: (( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكوة فإخوانكم في الدين )).
مفهوم الآية أنهم إذا لم يفعلوا ذلك فليسوا إخواناً لنا ولا تنتفي الأخوة الدينية بالمعاصي وإن عظمت ولكن تنتفي عند الخروج عن الإسلام.
أما من السنة فقول النبي صلى الله عليه وسلم : ((بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة)) ثابت في صحيح مسلم
وقوله في حديث بريده رضي الله عنه في السنن: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))
أما أقوال الصحابة: قال أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: ((لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة)) والحظ: النصيب، وهو هنا نكرة في سياق النفي فيكون عاماً لا نصيب لا قليل ولا كثير.
وقال عبد الله بن شقيق: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة.
أما من جهة النظر الصحيح فيقال: هل يعقل أن رجلاً في قلبه حبة خردل من إيمان يعرف عظمة الصلاة وعناية الله بها ثم يحافظ على تركه؟
هذا شئ لايمكن ...........الخ ).
فيا من تهاونت بأمر الصلاة ارجع إلى ربك وتب واستغفر لذنبك.
ويا من تاب وقد كان تاركا للصلاة وهو متزوج أسأل عن صحة عقد زواجك.
حفظني الله وإياكم مما يغضب وجهه.
إخواني وأخواتي: أرجو المعذرة على الإطالة
طبعا كالعادة موضوع من سحاب.... للكاتب ابن ادمي جزاه الله خير...
فهل من المكن أن تقول لي يا شيخنا إذا كان هل الكلام صحيحا أم لا؟
الذي أعرفه أن الجاحد للصلاة يعتبر كافراً، فإذا كان كذلك هل الكلام الذي فوق صحيح، يعني الذي لا يصلي كسلا كافر وليس فاسقا، ويكون خارج ملة الإسلام، وعقود زواجهم باطلة ومفسوخة تلقائيا، والكل يزني بزوجته والعيال ليسو شرعيين.
ياريتك توضح لي هذه النقطة لو سمحت، لكي أفيد وأستفيد.
وجزاك الله خيراً يا شيخ.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فللصّلاة مكانة عظيمة في الإسلام، فهي آكد الفروض بعد الشّهادتين وأفضلها، وأحد أركان الإسلام الخمسة. قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم :« بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، وأنّ محمّداً رسول اللّه ، وإقام الصّلاة ، وإيتاء الزّكاة ، والحجّ ، وصوم رمضان»، رواه الشيخان، وقد نسب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم تاركها إلى الكفر فقال:«إنّ بين الرّجل وبين الشّرك والكفر ترك الصّلاة» وعن عبد اللّه شقيق العقيليّ قال: كان أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصّلاة.
فالصّلاة عمود الدّين الّذي لا يقوم إلاّ به، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم :«رأس الأمر الإسلام، وعموده الصّلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل اللّه» رواه الترمذي، وهي أوّل ما يحاسب العبد عليه. قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:«أوّل ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصّلاة، فإن صلحت فقد أفلح ونجح ، وإن فسدت فقد خاب وخسر»، كما أنّها آخر وصيّة وصَّى بها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أمّته عند مفارقته الدّنيا فقال صلى الله عليه وسلم: «الصّلاة وما ملكت أيمانكم».
وهي آخر ما يفقد من الدّين، فإن ضاعت ضاع الدّين كلّه. قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:«لتنقضنّ عرى الإسلام عروةً عروةً، فكلّماانتقضت عروة تشبّث النّاس بالّتي تليها. فأوّلهنّ نقضاً الحكم، وآخرهنّ الصّلاة» رواه أحمد.
أما حكم تارك الصّلاة :
فالمسلم الذي يترك الصلاة تكاسلا عاص لله تعالى بذلك، ما دام لا ينكر فرضيتها، ويشعر بالتقصير في ذلك، فهو فاسق لا كافر عند عامة الفقهاء، وعليه التوبة وقضاء ما فاته من صلوات.
وقال البعض بكفره.
وإذا كان قد تركها منكراًًًً لفرضيتها أو مستهزئاً بها من غير تأول فذلك كفر.
والدليل في ذلك، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما بين المؤمن وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" رواه مسلم. فقد حمل جمهور العلماء الحديث على أن المراد من ترك الصلاة هو تركها جحوداً وإنكاراً لها، أما من تركها كسلاً فلا يدخل في هذا الحديث الشريف، ودليله أن الكافر إذا نطق بالشهادتين عد مسلما قبل أن يصلي ما دام لا ينكر فرضية الصلاة، فتبين من ذلك أن الإسلام منوط بالشهادتين لا بأداء الصلاة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.