2006-08-22 • فتوى رقم 6616
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ : أود أن أسألك سؤالاً يخصني، وأتمنى الإجابة عنه لو سمحت.
أنا فتاه أبلغ من العمر الآن 16 عاماً، والحمد لله بفضل الله رجعت إليه وتبت، وإن شاء الله سأستمر على ذلك. في الحقيقة منذ أن كان عمري 8 سنوات وأنا لا أصلى رغم تذكير أمي وأبي وحرصهمها على ذلك، ولكني لا أبالي حتى جاء موعد بلوغي وكان عمري وقتها 9 سنوات، وللأسف لم أكن أحافظ على الصلاة في وقتها، فكانت أمي تذكرني وتغضب علي أيضاً إذا نسيت، ومع ذلك لم أتأثر، استمر ذلك معي تقريباً سنتين، وبعدها فشلت في دراستي، وأيضاً غضبت أمي علي وكثيراً ما كنت أكذب عليها بشأن ذلك، ثم أحسست بشيء غريب أحسست وكأني وحيدة ولا أحد يحبني وأن وجودي مثل غيابي لا أحد يهتم بي، فعدت أبكي عندما يحل الليل في غرفتي، ولكن فجأة تذكرت الله وكان عمري وقتها 11 وكنت أدرس في مادة التربية الإسلامية عن حديث لم أحفظه للأسف، ولكنه ينص على أن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الليل ويقول هل من مجيب فأعطيه (أرجو أن لا اكون مخطأة، وليغفر لي الله إن خطأت في هذا الحديث)، في ذلك الوقت أحسست وكأني مذنبة، وبعدها ذهبت وتوضأت ثم صليت، ولكني تذكرت أنني لم أعرف كيف أصلي، فكانت أختي التي تصغرني بسنة تصلي فسألتها بقصد التأكد من معلوماتها بعدها طبقت، والآن سألت فضيلة الشيخ الدكتور عبدالعزيز القصار وقال : عليك قضاء تلك الصلوات.
أنا الآن الحمد لله أقضيها ولم أنته بعد، ولكنني حلمت حلماً أفزعني وجعلني أبكي وأشعر بأني سوف أموت قبل قضائها، أنا الآن أعيش في ظلم وبكاء، لا أدري تبت ولكني أخاف الموت قبل قضائها بعد أن قرأت عقوبة تارك الصلاة.
أرجوك يا فضيلة الشيخ ساعدني وعلمني : كيف أقضي تلك الصلوات، فأنا أصلي أولاً الظهر ، ثم العصر ، ثم المغرب ، ثم العشاء ، ثم الفجر ، وتقريباً أصلي في اليوم ليومين أو ثلاثة فهل هذا صحيح ؟
أتمنى أن تساعدني وتدعو لي بالمغفرة والهداية، وجزاك الله خيراً .
شكراً، وأرجو الرد.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأولا أهنؤك بتوبتك، وأدعو الله تعالى لك بالقبول والتثبيت عليها، وأشيبر إلى صحة ما أفتاك به الشيخ القصار من وجوب قضاء ما فاتك من صلوات، فالصلاة الفائتة تبقى في ذمة الإنسان، ولا تبرأ ذمته منها إلا أن يقضيها.
وكل ماهو مطلوب منك الآن أن تقدري الأوقات التي تركت الصلاة فيها، ثم تقضي ذلك بحسب قدرتك وإمكانك على مهلك، فتقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، ولك أن تقضي الفروض السابقة بدلا من السنن الحالية إذا تعذر الجمع بين القضاء والسنن، لأن الفروض مقدمة على السنن، ولك أن تقضي العشاء في وقت الظهر أو العصر أو غير ذلك، ولك أن تقضيها كلها في الليل إذا شئت، ولك أن تقضي أكثر من فرض واحد في الوقت الواحد، وأسأل الله تعالى لك القبول، وإن الله تعالى يفرح كثيرا بتوبة عبده، ويباهي بها الملائكة، ولا تخافي من تخوفك من الموت قبل تمام القضاء، فهو نابع من حرصك على القضاء وهو أمر حسن جدا ولك فيه الأجر والمثوبة إن شاء الله تعالى، وأدعو لك بالعمر الطويل والعمل الصالح والحياة السعيدة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.