2016-09-29 • فتوى رقم 81426
السلام عليكم
سؤالي هو: أنا عند وضوء الفجر استهزأت بأخي سأكتب ما قلت: لما لا يساعد أخي أبي في توصيل أخواتي إلى الجامعة، ربما بره لوالدي سيفيده وسيرجعه إلى كونه مؤمن، واستهزأت بكونه كافرًا، والآن لا أعلم ماذا أفعل، أنا فقط أنتظر أن تنقلب حياتي وأترك الصلاة وأصبح كافرة ويرجع أخي إلى الصلاة، مللت من حياتي، وسواس واستهزاء وتكفير بالناس ولعنهم والتكبر عليهم وعلى خالقي، فعلًا لقد فكرت بالانتحار لكنه لن يفدني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه وسوسة، وعلاجها: تجاهل أفكارها، وترك السؤال عنها، وعدم العمل بمقتضاها.
والوسواس مرض نفسي كسائر الأمراض الأخرى، يصيب كثيراً من الناس، ولا ينبغي الاستسلام له أو الخوف منه، ولكن لا بد من الدعاء إلى الله تعالى بصرفه، مع تجاهل تلك الأفكار تماما وعدم الوقوف عندها.
وأرجو أن تكثري من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
إن الوسوسة تأتي من الغلو والتشدد في الدين وأحكامه، فالإسلام سمح يسر لا تشدد فيه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين: أخرجه النسائي وصححه النووي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: "هلك المتنطعون قالها ثلاثا" والمتنطع المتشدد في الدين. أخرجه مسلم
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الداء، فعن عبد الله بن مغفل قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء" أخرجه ابن ماجه وأبو داود والحاكم والبيهقي وصححه الحاكم والسيوطي في الجامع.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.