2016-10-27 • فتوى رقم 81841
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شخص أحب فتاة مدة ست سنوات، وعلمت أمها بالموضوع، فقامت بشدها من شعرها وأجبرتها أن تحلف يمينًا على كتاب الله ألا تكلمني مرة أخرى، وقامت بتهديدها إن لم تفعلي ذلك فلن تذهبي للجامعة أبدًا، وقامت بتخويفها أيضًا، فلم يكن من الفتاة إلا أن تحلف يمينًا ولكن كانت مجبرة على ذلك، فهل يوجد كفارة أو حكم شرعي بذلك إن عاودت مرة أخرى وكلمتها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز لها أن تكلمك، ولا يجوز لك أن تكلمها من غير هذا الحلف، فالحديث بين الجنسين ممنوع لخطورته مهما كانت النيات طيبة، لأن له انعكاسات خطيرة تتسلل للنفس مع نزعات إبليس، فيجب تجنبها، إلا في حدود الضرورة وبكامل الحجاب والأدب وأمام الأهل وعلى مسمع منهم، ولا أرى أن هذا من باب الضرورة، بل هذا من تسويل الشيطان ومكائده.
فأرشدك إن كنت قادراً على تحمل أعباء الزواج الآن، وتأكدت من صلاحها ودينها -لا جمالها فقط- أن تخطبها من أهلها إن كانت مناسبة لك، وظننت أن أهلها سيوافقون عليك، ثم تكتب كتابك عليها لتصبحا زوجين، فهذه أفضل طريقةٍ للخلاص مما أنت فيه.
أما إن كنت لا تستطيع تحمل مؤونة الزواج بعد، أو ظننت أن أهلها لن يوافقوا على زواجك منها، فعليك أن تبتعد عنها وتحاول نسيانها، وحذار من أن تنجرّ لخطوات الشيطان واستدراجه، فإن ذلك خطر عظيم وشر مستطير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.