2017-05-19 • فتوى رقم 84859
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز مد الزوجة عل قدميها بالخرزانة كعقاب لها لو أخطأت أم أنه يعد ضربا مبرحا؟ أنا عندما تخطأ زوجتي أعاقبها بأن أمدها على رجليها لأني أريد معاقبتها بدون إيذائها جسديا باللطم على الوجه أو غيره، فأعاقبها عقاب يؤلمها لكن لا يضرها جسديا، هل أنا مخطئ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
أراك مخطئا في ذلك، فالأصل ألا يضرب الرجل أحداً من أفراد أسرته زوجة أو ولداً، ولكن له حق تربيتهم والقوامة عليهم إذا شذوا عن الطريق وارتكبوا المنكرات ولم يجد معهم النصح والبيان، ففي هذه الحال يجوز له الضرب الخفيف غير المؤذي، قال تعالى: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللهُ وَاللاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾ [النساء:34]، على أن يكون الضّرب غير مبرّح ولا مدم، وأن يتوقّى الوجه والأماكن الخطرة، ولا يجوز الضرب تنفيساً عن الكرب والضيق من الغير.
فعلى الزوج أن يلتزم بذلك، وعلى زوجته أن تحسن التبعل له، مع الصبر على ما يصدر منه، ولتحاول نصحه باستمرار وتطييب خلقه وتتحايل في تغيير طبعه، فكل شيء ممكن أن يكون لكن بالحكمة والموعظة الحسنة، إضافة إلى الصبر على ذلك.
وأسأل الله تعالى أن يصلح ذات أحوالكما.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.