2006-01-01 • فتوى رقم 929
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز ذبح الأضحية يوم عرفة أو بعد أربع أيام من العيد وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
اختلف الفقهاء في أول وقت يجوز فيه ذبح الأضحية؛ فقال أبو حنيفة: يدخل وقت الذبح في حق أهل القرى والبوادي إذا طلع الفجر من يوم النحر، ولا يدخل في حق أهل الأمصار إلا بعد أن يصلي الإمام ويخطب، فإن ذبح قبل ذلك لم يجز عن الأضحية.
وقال مالك :لا يجوز الذبح إلا بعد صلاة الإمام وخطبته وذبحه أخذا بالسنة الشريفة.
وقال أحمد: لا يجوز قبل صلاة الإمام، ويجوز بعدها قبل أن يذبح، سواء في ذلك أهل القرى والأمصار والبوادي، وعلى رأيه الحسن والأوزاعي وإسحاق.
وقال الشافعي وداود وآخرون: إذا طلعت الشمس ومضى قدر صلاة العيد وخطبته أجزأ الذبح بعد ذلك، سواء صلى الإمام أم لا، وسواء صلى المضحي أم لا، وسواء كان من أهل القرى أم من أهل الأمصار أم من أهل البوادي أم من المسافرين.
قال ابن المنذر :وأجمعوا على أنه لا تجوز التضحية قبل طلوع الفجر.
وأما آخر وقت الذبح ففيه خلاف أيضاً.
فأبو حنيفة ومالك وأحمد يقولون :إن وقت الذبح يوم النحر ويومان بعده ، فإذا دخل وقت المغرب من اليوم الثالث للعيد انتهى وقت الأضحية، وحكى ابن القيم عن أحمد أنه قال:هو قول غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإليه ذهب الهادوية والناصر من أهل البيت.
وقال الشافعي وداود والظاهرية:وقت الذبح هو يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة بعده، وقد حكي هذا المذهب عن جبير بن مطعم وابن عباس وعطاء والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز ومكحول وسليمان بن موسى الأسدي فقيه الشام.
وهل تجوز التضحية في ليالي أيام الذبح أم لا ؟
قال أبو حنيفة والشافعي وأحمد وإسحاق وأبو ثور والجمهور :تجوز مع الكراهة، وقال مالك في المشهور عنه وهي رواية عن أحمد لا تجوز.
قال الشوكاني: والقولان يحتاجان إلى دليل، ولا دليل، فالأصل الجواز بدون كراهة.
والأصل في ذلك كله قوله صلى الله عليه وسلم حين وجد ناسا قد ذبحوا قبله يوم النحر: من كان ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى، ومن لم يكن ذبح حتى صلينا فليذبح باسم الله متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم :كل أيام التشريق ذبح أخرجه أحمد وابن حبان في صحيحه، وقد طعن في صحته بعضهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.