2007-01-06 • فتوى رقم 9848
السلام عليكم ورحمة الله
أعيش فى بلد غير عربى، به الكثير من الثلوج، والتى كانت كثيرة لدرجة تمنع الخروج من البيت لصلاة العيد يوم السبت، وحيث إنها مدينة صغيرة رأى المسجد الوحيد الصغير بالمدينة تأجيل صلاة العيد إلى يوم الإثنين.
لقد حاولت البحث عن فتوى أو مذهب دينى يجيز التأجيل، والمسجد بالمدينة ليس عنده مرجع ديني، واتخذ القرار لتخفيف المشقة على الناس.
فهل هناك مرجع دينى لذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز تأخير صلاة العيد عن يوم العيد إلا إذا لم يعلم به إلا بعد الزوال، أو قبله بزمن لا تمكن فيه إقامة الصلاة.
وذهب بعض الفقهاء المعاصرين إلى أن من في مثل حالتكم يجوز له تأجيل صلاة العيد، واستندوا في ذلك إلى ما رواه أبو عمير بن أنس قال: حدثتني عمومتي من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: أغمي علينا هلال شوال وأصبحنا صياما، فجاء ركب من آخر النهار فشهدوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفطروا وأن يخرجوا إلى عيدهم من الغد، رواه أحمد والنسائي وابن ماجة.
فهذا الحديث يقرر مبدأ قضاء صلاة العيد إذا كان فواتها بعذر، ولئن كان العذر في هذا الحديث هو ما حدث من غيم حال بينهم وبين رؤية الهلال فإنه يمكن أن يقاس على ذلك جميع الأعذار التي تحول دون وصول الناس إلى المساجد، وهي الأعذار التي تقبل في التخلف عن صلاة الجماعة، كالمطر الشديد والبرد القارس والظلمة الشديدة وخوف العدو ونحوه، حتى قال ابن بطال: (أجمع العلماء على أن التخلف عن الجماعة في شدة المطر والظلمة والريح وما أشبه ذلك مباح) ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمر المنادي فينادي بالصلاة فيقول: "صلوا في رحالكم في الليلة الباردة المطيرة في السفر"، وعند مسلم عن جابر قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمطرنا فقال: "ليصل من شاء منكم في رحله"، ومثل ذلك -بل وأولى منه- ما ذكرت من الثلج وعواصفه، والتي قد تؤدي إلى نكبات وكوارث خاصة في التجمعات التي يشهدها الأطفال.
وفي كل الأحوال صلاتكم في اليوم الثاني للعذر المذكور صحيحة إن شاء الله تعالى لما تقدم
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.