2007-01-06 • فتوى رقم 9858
السلام عليكم ورحمة الله
كنت فى يوم من الأيام من الداعين الصادقين لصلاة الفجر، وكنت أصلي الفجر حاضراً فى المسجد، حتى لو كان الجو ممطراً، ولكن جاءت الريح بما لا تشتهى الأنفس وانتكست، فلا أكون قادراً على صلاة الفجر صيفاً ولا شتاءً، ووصل بي الأمر أنى لو كنت متيقظا أثناء صلاة الفجر أصليها فى البيت ولا أبالي.
وقد سمعت عدداً من الدعاة الذين يتكلمون عن صلاة الفجر، ولم يتحرك قلبي.
فأرجو من سيادتكم بعض الكلمات التى تحرك قلبي الذى أصبح حجراً إلى صلاة الفجر {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ}.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأول ما أبدأ نصيحتي لك بقول الله عز وجل {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين} [آل عمران:142], فلا بد للمؤمن من الجهاد, وأول أنواع الجهاد وأكبره جهاد النفس، فروض نفسك على ذلك واستعن بالله، واحرص على الصلاة في المسجد بكل عقلك وقلبك توفق إليه بإذن الله تعالى.
وأسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لمرضاته.
ثم عليك النوم باكراً حتى تتمكن من القيام على صلاة الفجر، ويحرم عليك السهر بعد العشاء إذا علمت من نفسك أنه يمنعك من أداء الفجر في وقتها، أي قبل طلوع الشمس، وتأثم إن بقيت على هذه الحالة، فصلاة الفجر بعد وقتها تعتبر قضاء إذا صليت بعد طلوع الشمس، ولو كان ذلك قبل أذان الظهر من نفس اليوم، لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً)(النساء: من الآية103).
فإن حصل أن اضطررت إلى السهر أو لم تستطع النوم باكراً يوماً ما، فعليك الانتظار حتى يؤذن الفجر فتصلي قبل أن تنام.
كما أرشدك إلى أن تستعين ببعض الأهل.
فإذا فعلت هذا كله فلم ينفع فلا إثم عليك بالتأخير، وعليك القضاء عقب الاستيقاظ من النوم لحديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها) رواه الدارمي وغيره.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.