نظرات شرعية في
أسباب غلاء الأسعار
واقتراح الحلول للتغلب عليها
بحث أعده
الأستاذ الدكتور أحمد الحجي الكردي
للمشاركة في مؤتمر مكافحة غلاء الأسعار
المنعقد تحت رعاية وزارة التجارة والصناعة بدولة الكويت
بتاريخ 12-14/10/2008م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
تمهيد:
كم كان بودي لو أكون بينكم الآن مستمعا ومستفيدا لما يتقدم به السادة الفضلاء المتخصصون في علوم الاقتصاد، لدراسة هذه الظاهرة المزعجة، ظاهرة غلاء الأسعار، لأنني لا أدعي أنني من المتخصصين في هذا الفن، ولكن رغبة بعض المسؤولين عن هذا المؤتمر في مشاركتي فيه دعتني إلى أن أقبل المشاركة وأبين ما يمكن أن يشارك فيه الفقه الإسلامي في هذا المجال، ولهذا أرجو أن تعذروني إذا لم استعمل في كلمتي هذه المصطلحات الاقتصادية الحديثة، اكتفاء مني بإشارة ملخصة لما يمكن أن يساهم به الفقه الإسلامي في هذا المضمار.
وبادي ذي بدء أقول لكم إن التجارة مما شرعه الله تعالى وأباحه لعباده، بل وشجع وحض عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وبين أن (التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ) رواه الترمذي، وذلك لما للتجارة من أثر كبير في تيسير حياة الناس.
وفي الوقت نفسه أبين أن الغاية الأساس للتجارة شرعا هي تأمين السلع التي يحتاج الناس إليها في حياتهم، بأفضل صورة، وأرخص ثمن، وأيسر طريق، ولتأمين هذه الغاية أذن الشارع الإسلامي للتجار بالربح، ولولا ذلك لعزفوا عن التجارة، ولضاق الناس بأنفسهم ذرعا، فالربح للأغنياء وسيلة لا غاية، فلا يجوز لهم أن يقلبوا الآية، فيجعلوا الربح غاية أساسا في هذا المضمار.
وبعد هذه المقدمة أقدم نظرات شرعية أرى أنها تلقى ضوءا جليا على ظاهرة غلاء الأسعار، مستعينا بالله تعالى في اقتراح ما تمليه الشريعة الإسلامية الغراء في معالجة هذا الموضوع المهم، بعد بيان أسبابه:
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
على المسلمين جميعا أن يعلموا أن الرازق هو الله تعالى وحده، وأنه غني لا ينفد ما عنده، وأنه كريم لا يبخل على عباده، وأنه سبحانه وتعالى يبتلي عباده أحيانا بشيء من قلة المال أوالرزق، ليبلوهم أيهم أحسن عملا، قال سبحانه: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214) ، وقوله سبحانه: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:142) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (حُفَّتْ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتْ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ) رواه مسلم.
وغلاء الأسعار أمر يعترض البلاد كلها في بعض الأوقات، وقد عرض للمسلمين في السابق مرات كثيرة، إن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أو في عهد عدد من الصحابة الأجلة، وكانوا يستعينون عليه بالدعاء والصلاة، ومن ذلك صلاة الاستسقاء عندما يحتبس المطر، وهو سبب مهم من أسباب الغلاء.
أسباب غلاء الأسعار
غلاء الأسعار في البلاد له أسباب كثيرة، أهمها:
1)) قلة الإنتاج، أو قلة المطروح للبيع من السلع التي يحتاج إليها الناس في حياتهم، مما ينتج عنه عدم القدرة على تلبية الطلب، فتزداد الأسعار، فإذا زادت قل الطلب عليها مرة ثانية، فإذا قل الطلب عليها نزلت، فإذا نزلت زاد الطلب عليها فغلت، وهكذا.
وقلة الإنتاج لها أسباب كثيرة، منها:
القحط وقلة الأمطار.
ومنها الكسل وعدم الرغبة في العمل.
ومنها بعض التشريعات الجائرة التي تثنى النشطاء عن العمل.
ومنها الجهل بطرق الإنتاج.
ومنها شيوع الربا والفوائد المحرمة.
ومنها احتكار السلع من الجشعين من التجار، بغية حجبها عن المستهلكين مدة لترتفع أسعارها.
ومنها وعلى رأسها جميعا معصية الخلق للخالق رب العالمين.
2)) كثرة الطلب على وجه لا يكون الجاهز من الحاجات كافيا لتغطيته، وكثرة الطلب لها أسباب كثيرة، منها:
كثرة النسل.
ومنها كثرة الغنى.
ومنها سوء التصرف والتبذير.
طرق معالجة غلاء الأسعار
تكون معالجة غلاء الأسعار بشكل منطقي بمعالجة أسباب ارتفاعها، فإذا عولجت الأسباب عادت الأسعار إلى مستوى معتدل، وبيان ذلك فيما يلي:
1)) معالجة قلة الأمطار، تكون بالاستعانة بالأنهار والعيون ومصادر المياه الطبيعية، والاستفادة منها بأحسن الطرق وأيسرها، ومنع التبذير فيها، واختيار أنواع المزروعات التي يكفيها القليل من الماء، والتقليل من المزروعات التي تحتاج إلى ماء كثير، ثم استعمال أفضل الطرق في ري المزروعات، ورسم طريق ذلك يحتاج إلى دراسات المتخصصين.
ولا ننسى في هذا المجال صلاة الاستسقاء التي يسن أن يجتمع فيها عباد الله تعالى في جانب من أرض الله تعالى، متقشفين لابسين الثياب البسيطة، ضارعين إلى الله تعالى بقلوب منكسرة أن يسقيهم المطر، ثم يصلون لله صلاة جماعية، ويدعون الله تعالى بعدها أن يكرمهم ويرزقهم ويسقيهم الغيث.
2)) معالجة الكسل وقلة الرغبة في العمل في الإنتاج زراعيا كان أو صناعيا أو كيماويا أو غير ذلك، وذلك بوضع الحوافز للعمل، مالية كانت أو اجتماعية أو غير ذلك، وتيسير سبل العمل لكل من يستطيعه.
3)) إعادة النظر في التشريعات التي قد تكون جائرة وتنفر العمال وأصحاب رؤوس الأموال من إقامة المشاريع الزراعية والصناعية وغيرها، ودراستها دراسة علمية واعية بواسطة متخصصين من العلماء، بعيدين عن الأهواء والاتجاهات الفكرية المحدودة والعقيمة، ثم العمل على تعديل هذه التشريعات بما يزيد الحافز إلى العمل والإنتاج، فكم من مزرعة أغلقت، وكم من مصنع أغلق، وذلك بعد تأميمها في كثير من البلدان في العالم.
4)) تخفيف الضرائب على وسائل الإنتاج قدر الإمكان، ليميل الناس إليها، ويزدادوا منها، فيكثر الإنتاج وتنزل الأسعار، ثم العمل على تحسين دخل الفرد الفقير والمتوسط، ورفع الرواتب والأجور بما يرفع العنت عن المحتاجين، ويخفف ضائقة الغلاء عنهم، لأن الأغنياء لا يضرهم الغلاء كثيرا، وربما يزيد في أرباحهم، أما الفقراء ومتوسطو الدخل، فهم الذين يعانون من الغلاء.
5)) تسهيل طرق تبادل السلع بين الشعوب والأمم بأقل التكاليف، فكثيرا ما يَفْضُل منتج ما عند أمة لأسباب كثيرة، وهي في الوقت نفسه محتاجة لإنتاج فاضلٍ عند أمة أخرى، فإذا سهَّلت الحكومات طريق تبادل الإنتاج مع تخفيف الضرائب والرسوم، تسهل الأمر، ونزلت الأسعار عند الجميع.
6)) التدريب المهني على جميع وسائل الإنتاج التي تحتاج إليها الأمة، وذلك بفتح المعاهد المهنية الميسرة له، سواء في الزراعة أو الصناعة أو التجارة، لأن إحجام كثير من العمال والأثرياء عن الإنتاج سببه جهلهم به.
7)) محاربة الربا والفوائد على القروض، وتشجيع المضاربة والمشاركات المالية بأنواعها المختلفة، لأن الفوائد الربوية تعني أن يكسل الأغنياء، ويتعب الفقراء، أما المشاركات والمضاربات بأنواعها فتعني أن يشترك الجميع في بذل الجهد في التنمية، ومن هنا نفهم معنى قوله تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:275) وقوله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) (البقرة:276) ، وقوله سبحانه:: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ، فإنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ) (البقرة:279).
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (دِرْهَمٌ رِبًا يَأْكُلُهُ الرَّجُلُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَشَدُّ مِنْ سِتَّةٍ وَثَلاثِينَ زَنْيَةً) رواه الإمام أحمد في مسنده.
وما يعانيه العالم كله عامة، والعالم الغربي خاصة، وأمريكا بالأخص، من مشكلات اقتصادية، سببه الربا المحرم، وهي خير شاهد على حرمة الربا، والحرية غير المنضبطة.
8)) ترشيد الاستهلاك، وتعليم الناس ودعوتهم بكل الطرق المتاحة إلى التدبر والتريث في الاستهلاك، وعدم التبذير، وعدم الإنفاق فيما لا يحتاجون إليه حاجة حقيقية، قال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (الأعراف:31)، وقوله سبحانه: (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً) (الإسراء:27)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الاثْنَيْنِ وَطَعَامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ) رواه مسلم.
وبخاصة الكماليات، فإن الواجب التقلل منها قدر الإمكان، والتركيز على تأمين الضروريات والحاجيات التي يتطلبها كل الناس.
وقد اشتد غلاء اللحم في زمن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرة، وطَلب منه بعض الصحابة التسعير، فقال لهم أرخصوه أنتم، فقالوا كيف نرخصه وليس عندنا؟! قال: اتركوه لهم، فتركوه اليوم الأول، وتركوه اليوم الثاني، فإذا بالجزارين ينادونهم: هلموا -يا جماعة- للحم، قالوا: لا، أنتم أغليتموه علينا، ثم رخصوه لهم.
9)) دعوة الناس وتشجيعهم على التخفف من المتطلبات قدر الإمكان، ومن الكماليات خاصة، والاكتفاء بالقليل عن الكثير، والالتفات عن كثرة المتطلبات إلى حسن الاستفادة من هذه المتطلبات، فكثير من الحفلات يكون مصير الكثير مما يقدم فيها إلى علبة الزبالة، ولو اكتفى القائمون عليها بالقدر الذي يحتاجون إليه من ذلك لاستغنوا عن الكثير الذي يغني من يحتاج إليه.
10)) الدعوة إلى تنظيم النسل، والعزوف عن كثرة النسل الذي لا يمكن إدارته وصيانته وترشيده وتعليمه، فكثير من البلدان الفقيرة تجد النسل فيها بغير حدود، مما يعمل على زيادة الطلب مع قلة ذات اليد، وينتهي إلى ارتفاع الأسعار، وهو مأذون به شرعا ما دام في حدود الحاجة الملحة.
11)) دعوة الأغنياء إلى الاستثمار في بطون الفقراء، بدفع الزكاة وكثرة الصدقة، فإن في ذلك تقليل قدرة الأغنياء على الشراء وكثرة الطلب للسلع، وزيادة أجرهم عند الله تعالى، وفي الوقت نفسه يسهل على الفقراء الحصول على ضرورياتهم بما حصلوا عليه من الأغنياء من المال، فيقل ألمهم، وقد وعد الله تعالى المتصدقين من الأغنياء بكثرة الأجر، فقال سبحانه: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:261)، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا ظَهْرَ لَهُ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لا زَادَ لَهُ قَالَ فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لا حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ) رواه مسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ فِي الْمَالِ حَقًّا سِوَى الزَّكَاةِ) رواه الترمذي.
12)) منع الاحتكار، ومنع الغش والنجش والتغرير، والتسعير على المحتكرين من قبل ولي الأمر، على وجه يؤمن السلعة للفقير ولا يضر بالغني أو المنتج للسلعة قدر الإمكان، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (الْجَالِبُ مَرْزُوقٌ وَالْمُحْتَكِرُ مَلْعُونٌ) رواه ابن ماجه والدارمي، ومن هذا الباب تحديد أرباح التجار، بما يؤمن لهم موردا مناسبا دون أن يلحق بالعامة الضرر، ولكن ذلك محصور في الضروريات فقط من حاجات الناس، ولا يجوز التوسع فيه إلى الكماليات، (فعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَقَتَادَةُ وَحُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ غَلا السِّعْرُ فَسَعِّرْ لَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وَإِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلا مَالٍ) رواه ابن ماجه وأبو داود وغيرهما.
13)) توجيه الإعلام نحو التقليل من الدعاية للسلع عامة، والترفيهية أو الكمالية خاصة، لأن لذلك أثرا كبيرا في كثرة الإنفاق عند الناس.
14)) الدعوة إلى اللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به وطلب المدد منه سبحانه، مع كثرة الاستغفار، لقوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (نوح:10-12).
توصيات لمكافحة الغلاء:
1)) الاستعانة بجميع طرق الإعلام المقروء والمسموع والمرئي، ومنابر المساجد، في الدعوة إلى ترشيد الاستهلاك، والبعد عن التبذير، وتأكيد حرمة وأضرار التبذير من النواحي الشرعية والاقتصادية والاجتماعية والخلقية.
2)) العناية بأمور التصدير والاستيراد، ودراستها دراسة علمية، وتيسيرها بكل السبل الممكنة، لتوفير جميع الاحتياجات اللازمة للأمة، وتصدير الفائض عنها، لتنتفع به الأمم الأخرى.
3)) سد أبواب الاقتراض والإقراض بالربا، وفتح أبواب المشاركات بكل طرقها الإسلامية.
4)) الدعوة إلى الالتجاء إلى الله تعالى، وعبادته، والدعاء له سبحانه بأن يفرج عن الأمة في كل أمورها، ومحاربة الموبقات والمخالفات الشرعية.
5)) مراقبة التجار، وضبط مخالفاتهم واحتكاراتهم وجميع طرق الغش التي قد يلجؤون إليها، ومعاقبتهم عليها، والعمل على تسعير ضروريات الأمة إذا زادت أسعارها عن قدرة العامة على الحصول عليها، ولكن يراعي في هذه الحال ندرة المادة وارتفاع ثمنها.
6)) تشجيع الأغنياء على دفع زكاة أموالهم للفقراء والمحتاجين، لتسهيل حصولهم على ضرورياتهم.
7)) عناية الدولة بموظفيها وعمالها بزيادة رواتبهم قدر إمكاناتها، وبخاصة أصحاب الدخل المحدود من هؤلاء، بغية تيسير حصولهم على ضرورياتهم.
الأربعاء 17 رمضان 1429هـ و 17/9/2008م
أ.د.أحمد الحجي الكردي
خبير في الموسوعة الفقهية
وعضو هيئة الفتوى في دولة الكويت