2007-01-20 • فتوى رقم 10119
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل مسلم، ومتزوج من امرأة مسلمة ومحجبة، ولدينا طفل عمره 4 سنوات، ثم رزقنا الله بطفل، وكان هذا الطفل مريضا بمرض جيني (منغولي)، وهو مرض مزمن، وأيضاً كان مصاباً بمرض في القلب منذ ولادته يعرف برباعية فالوت، ويحتاج إلى عمليتين جراحيتين في القلب على الأقل للعلاج، وقد قمنا بمتابعة حالته لدى 3أطباء من تخصصات مختلفة لتعدد ظروف المرض، وأفاد الطبيب المختص بالأمور الجينية والوراثية بعد إجراء التحاليل والمتابعات اللازمة أن المرض المنغولي لا شفاء له طبياً، وأن هذه الحالة طفرة، حيث أننا لسنا أقارب، ولا يوجد في أسرتي أو أسرة زوجتي أحد مصاب بهذا المرض، وأفاد الأطباء بأن هذا المرض يحدث بمعدل مرة كل 325 حالة، إذا لم يكن قد ولدت طفل مصاب من قبل، ولكنها تزيد إلى مرة كل 200 حالة (بالنسبة للنساء اللاتي لعمر زوجتي) وهذا المرض الجيني يصحبه أمراض جانبية؛ كتأخر التعليم وإنخفاض نسبة الذكاء، وضعف العظام، وغيرها.
وقد توفي ولدي المريض وعمره سبعة أشهر، وحمدنا الله واسترجعنا، وفي التقرير الخاص بالحالة نصحنا الأطباء بعمل تحاليل خاصة إذا ما حدث حمل مرة أخرى لاكتشاف مثل الحالة أم لا (للإجهاض طبعاً)، وهذا الأمر مرفوض بالنسبة لنا، ولا نريد أن ندخل في هذة الدوامة، مع العلم أن كل الأطباء الذين نتعامل معهم من المسلمين.
والآن نرغب أنا وزوجتي في وجود طفل آخر، ولكن نخشى أن تتكر الحالة (ونكون قد تركنا الأخذ بالأسباب –التحاليل والتحذيرات الطبية والعلمية)، ونخشى أيضاً إن منعنا الإنجاب أن نكون منعنا عن أنفسنا الخير، وقطعنا الأمل في رزق الله بالولد الطبيعي المعافى، وقدرنا البلاء ولم نتفائل خيراً.
فهل نمنع الإنجاب، أم ماذا؟
وجزاكم الله خيراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالأمر يرجع لرغية الزوجين، على أنه لا مانع شرعاً من العمل على منع الإنجاب في المستقبل في هذه الحال، بشرط أن تكون الموانع غير ضارة بالمرأة، وأن تكون مؤقتة غير دائمة، ولا باس بالإنجاب، ثم إذا ظهر أن الحمل غير طبيعي، قبل مرور /40/ يوما عليه، فلا مانع من إسقاطه على يد طبيبة وختصة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.