2007-02-09 • فتوى رقم 10455
ما معنى كلمة الطير في دعاء الرسول (اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا إله غيرك) أو الحديث (إياكم والتطاير)؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأصل التّطيّر: أنّ العرب كانوا في الجاهليّة إذا خرج أحدهم لأمر قصد إلى عشّ طائر، فيهيّجه، فإذا طار الطّير يمنة تيمّن به، ومضى في الأمر، ويسمّونه «السّانح».
أمّا إذا طار يسرة تشاءم به، ورجع عمّا عزم عليه، وكانوا يسمّونه «البارح».
فأبطل الإسلام ذلك ونهى عنه، وأرجع الأمر إلى سنن اللّه الثّابتة، وإلى قدره المحيط، ومشيئته المطلقة.
فالطيرة ما يكون في الشر، والفأل ما يكون في الخير.
وما ذكرت من دعاء ليس بحديث، بل هو من قول عبد الله بن عمرو بن العاص، فقد أخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن نافع بن جبير قال: قال كعب لعبد الله بن عمرو: هل تطير؟ قال: نعم، قال: فما تقول؟ قال أقول: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك، ولا رب غيرك، قال: أنت أفقه العرب.
وما ذكرته أيضاً (إياكم والتطير) لم أره حديثاً، لكن ورد النهي عن التطير في أحاديث صحيحة، من ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :(لا عدوى، ولا طيرة، ولا هامة، ولا صفر).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.