2007-03-01 • فتوى رقم 10867
بسم الله الرحمن الرحيم
من بعد التحية إلى شيخنا الفاضل: لي صديق شاب في الثامنة والعشرين من العمر، وهو غير متزوج، عصم نفسه عن الزنا حتى أواخر هذا العمر، وفي أخر ستة أشهر من هذه السنة ارتكب معصية الزنا، وهو كان إنسانا ملتزما دينيا وأخلاقيا، وهو خجل من الله، وهو يريد أن يقيم على نفسه الحد أو الحل الذي ترونه مناسبا، فهو يريد أن يعود إلى الله، فما هو الحل؟
جزآكم الله خيراً؛ لأن النفس اللوامة قد أوشكت على هلاكه، الحل جزاكم الله عنا كل خير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعله صديقك من أكبر المعاصي، وعليه التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }[الإسراء:32]، وقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، وهذه التوبة النصوح إن شاء الله تمحو الذنب من غير إقامة الحد، قال تعالى:(إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، والاشتغال بمهنة تأخذ الوقت كله، أو بطلب العلم، ولا يخبر بمعصيته أحدا، لأن الله تعالى ستره فلا يفضح نفسه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.