2007-03-26 • فتوى رقم 11596
لماذا تزوج الرسول عليه الصلاة والسلام من زوجة أسامة، وهو ولده بالتبني؟
ولماذا جاء بشرعية الزواج من اثنين وثلاثة واربعة، ورفض الزواج على ابنته عندما أراد سيدنا علي الزواج عليها؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحكمة من زواجه صلى الله عليه وسلم من امرأة ابنه بالتبني، أن الإسلام حرم التبني الذي كان في الجاهلية معروفا، فكان لزواجه صلى الله عليه وسلم من زوجة ابنه بالتبني سابقاً بأمر من الله تعالى ترسيخا لحرمة التبني، وتأكيداً لمفهوم أن المتبنى ليس بابن،
قال تعالى في إبطال التبني: ﴿مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللائِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُمْ بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ * ادْعُوهُمْ لآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ [الأحزاب:4-5]، ثم بين تعالى حكمة زواجه صلى الله عليه وسلم من زوجة متبناه سابقاً فقال: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا﴾ [الأحزاب:37].
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرفض تزويج علي رضي الله عنه من ثانية لحرمته، بل كره زواج سيدنا علي من ابنة أبي جهل لعلة بينها في خطبته: (وإن فاطمة بنت محمد مضغة مني، وإنماأكره أن يفتنوها، وإنها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبداً) أخرجه البخاري ومسلم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.