2007-05-15 • فتوى رقم 13532
خطب أحد الأئمة خطبة خاصة بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومدى صحتها، فذكر حديثا من صحيح البخارى يقول فيه: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وقد أنكر ذلك الحديث، ودلل على ذلك بقول الحق: (لا تزر وازرة وزر أخرى)، والبعض الآخر يقول: إن الميت إن لم يوصي بعدم النواح عليه يكون آثما، ويكون الحديث صحيحا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحديث الشريف الذي ذكرته صحيح، فقد أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، ومعناه واضح، إذ لا تعارض بينه وبين الآية الكريمة، ولقد بين ذلك الإمام البخاري في أول الباب الذي روى فيه الحديث فقال:
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه) إذا كان النوح من سنته -أي إذا كان من عادة المتوفي في حياته أن ينوح أو يقر أهله على النوح عند فقد أحد، أو إذا كان أوصى بالنوح عليه قبل موته-.
فإذا لم يكن من سنته فهو كما قالت عائشة رضي الله عنها: ﴿لا تزر وازرة وزر أخرى﴾ [الأنعام:164]. وهو كقوله: ﴿وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ [فاطر:18].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.