2007-05-01 • فتوى رقم 14427
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: من ارتكب مقدمات الزنا، وتاب، ومن ثم عاود الكرة مرة ثانية، ولكنه تاب توبة لا رجعة فيها هذه المرة، وأصبح حريصا على قراءة القرآن والصلاة، وقطع وعداً بأن لا يعود لمثل ذلك مرة أخرى، هل يقبل الله له توبته؟
هل تقبل توبته مرة أخرى؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، ولقد أخطأت كثيراً فيما سبق، وعليك عدم العود إلى ذلك أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
وعليك الآن التوبة النصوح مما سبق فعله من الذنوب، فإنها تمحو الذنوب كلها بإن الله تعالى، ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، ومن شروط التوبة النصوح أن توقف عن الذنوب السابقة، مع العزم والتصميم على عدم الرجوع إليها في المستقبل, والإكثار من الاستفغار، عسى الله عز وجل أن يغفر لنا ولكم.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.