2007-05-17 • فتوى رقم 14608
هل يجوز لأخي أن يأخذ قرضاً بنكياً للقيام بمشروع؟
مع العلم سيدي أنه في تونس لا يوجد بنك إسلامي، ثم إن بلادنا فيها الكثير من البطالة كغيرها من الدول، والقيام بمثل هذا المشروع -وبعون الله- سوف يوفر موارد رزق لعديد العائلات، والمشروع في حد ذاته مختص في مواد تكاد تكون أساسية في البناء؛ فهل له الحق بأخذ القرض البنكي، وهل يحق لي أن أعينه على العمل في مشروعه في أوقات فراغي، وهل يجوز لي أن آخذ أجراً على عملي، أم أنه لا يمكن لي أن أعينه أو آخذ أجرا منه؟
وهل يحق لنا كأفراد عائلة أن نقبل منه إعانة أو أن يشتري شيئا للمنزل أو أي شيء من ذلك؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان قرضاً حسناً دون فوائد -وهو مستبعد- فلا ضير في الاقتراض.
أما إن كان الاقتراض بفائدة فلا يجوز، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه.
فعلى أخيك أن يتقي الله تعالى ويبحث بجدية عن طريق آخر آمن، مع دعاء الله تعالى بالتوفيق، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾[الطلاق:2]، ولعله يجد في مشاركته لأحد حلا لمشكلته.
ثم لا مانع من قبول هدية من ماله مختلط بين الحلال والحرام؛ لأن المال الحرام لا يتعدى الذمتين.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.