2007-06-16 • فتوى رقم 15833
لقد زنيت قبل الزواج وبعده مع شخص واحد؛ لأن أبي رفضه وزوجني شخصا أخر، تبت ثم عدت، ثم طلقت منه، وتزوجت الذي أحبه، لكنه يتأخر إلى المنزل، ويهتم بوالدته أكثر مني، فتكلمت مع شخص آخر تبادلنا الكلام المعسول، وبعثت له صورة من دون الحجاب، وبعد أن أقرضته مبلغامن المال ولم يعده، وهداني الله تبت توبة نصوحا بإذن الله، فهل علي أن أخبر زوجي بما فعلت؟ وهل توبتي مقبولة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالزنا من أكبر الكبائر، ومن أعظم الذنوب، ولهذا حذر الله عز وجل من مجرد الاقتراب منه فقال ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضاً: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151] ، فلقد ارتكبت إثماً عظيماً، بفعلك ما ذكرت، ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح بالندم على ما فات، وكثرة الاستغفار، وعدم العودة إلى عصيان الله تعالى، ولا إلى مقدمات المعاصي، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح مقبولة بإذن الله تعالى، وتمحو الذنوب كلها بإذن الله أيضاً، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:70]، ثم إذا كنت راضية عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى، ولا تذكري شيئاً من ذلك لزوجك، حرصاً على استقرار الحياة الهادئة بينكما، لكن عليك أن تكفري عن فعلك، بالتزام طريق الاستقامة، وتجنب طرق المعصية، وقطع أي علاقة، مع من لا يحل لك من الناس، أسأل الله أن يوفقك لذلك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.