بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:

فذهب الإمام أبو حنيفة وصاحباه (أبو يوسف ومحمد) إلى أن القبول ليس ركناً في صيغة الهبة، وإنما ركنها الإيجاب فقط استحساناً، فلا تتوقف صحتها على قبول الموهوب له. ولكن لا تلزم إلا بالقبض.
وذهب زفر من الحنفية إلى ما ذهب إليه الجمهور من أن ركن صيغة الهبة يتكون من الإيجاب والقبول، وهو القياس.
وفي قول لزفر أن القبض ركن أيضاً.
ثم إن كانت حيازة الموهوب له للموهوب بحق كالمرهون في يد الرّاهن، فيكون قابضاً له بالهبة دون حاجة إلى إذن الواهب، أما إن كان حائزاً له بغير حق كالغاصب فيشترط في صحّة القبض أن يكون بإذن من له صاحب الهبة.

واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.