2007-07-14 • فتوى رقم 18240
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبي الرحمة، النعمة المهداة والسراج المنير.
شيخنا الجليل:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
عندي سؤال حيرني؛ وهو:
المرآة الغامدية التي أقام عليها نبينا الحد بالرجم؛ لماذا اختارت هي ذلك المصير الرهيب والمتمثل في التوبة النصوحة مع إقامة الحد عليها، ولم تختر التوبة النصوحة بينها وبين ربها والاختباء في رحمة الله، أي الستر، فهو يغفر الذنوب جميعا للتائبين، ألا تعلم هي أنه ستار، غفور، رحيم، رحمن، غفار، تواب، متكبر لا يرد المقبلين؟
السؤال الثاني: كل من أصاب حداً من حدود الله وستره الله، ثم تاب ولم يقم عليه الحد، أمره إلى الله؛ إما أن يعذبه وإما أن يغفر له؛ في هذه الوضعية ما هي الحالة التي يغفر الله فيها، وما هي الحالة التي لا يغفر الله فيها؟
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا لم يصل الأمر إلى القاضي فالتوبة كافية بإذن الله تعالى لمغفرة الذنب مهما كان، إذا كانت توبة نصوحا، وهي في نظري أقوى في طلب المغفرة من رفع الأمر إلى القاضي والاقرار أمامه بالذنب، لأن في ذلك تشهير بالنفس، وهو منهي عنه، ولكن الذي حصل من ماعز والغامدية رضي الله تعالى عنهما -والله تعالى أعلم- أنهما لم يعلما مسبقا بأن التوبة النصوح كافية، فلجآ إلى الاعتراف وقبول الحد.
وإذا تأكد المذنب من ندمه وتصميمه على عدم العودة إلى الذنب بكل تاكيد، ثم توقف فعلا عن متابعة هذا الذنب، ورد الحق إلى أصحابه بقوة إذا كان في الذنب حق أحد، فلا داعي للقلق من عدم مغفرة الذنب، بل ينبغي الاطمئنان إلى قبول التوبة إن شاء الله تعالى، ولكن الحذر واجب والاضطراب يفرض نفسه إذا لم يحصل في النفس ندم وتصميم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.