2007-08-02 • فتوى رقم 19017
ضغط عليّ والدي لأتزوج، إلا أنني كنت أسعى لأن أمتلك منزلاً أولاً قبل الزواج، وكنت أعمل عملين، إلا أن أبي _والذي يملك شقة لا يسكن فيها أحد_ أقسم بالله أن يهبني الشقة مقابل أن أتزوج، وقال لي إذا كنت لا تصدقني نذهب ونسجلها باسمك، وباعتبار المانع الأدبي والديني وافقت مكتفياً بالقسم وبإقراره بأنه وهبني الشقة أمام إخوتي، وعندما كنت أقول له أني أفضل أن أحاول الحصول على منزل بنفسي حتى لا يهبني البيت دون إخوتي، كان يقول أنه يحق له التصرف بما يملك بما يراه مناسباً، وعندما اعترض على العروس التي اخترتها قلت له أني مستعد للزواج ممن يختار مقابل الشقة، فعاد وأكد أنها هبة لي، وعندما تزوجت ممن اختارها رفض تسليمي الشقة قائلاً أن الوالد يحق له أن يعود في هبته لولده، فهل يحق له ذلك، علماً أنه وهبني الشقة بمقابل زواجي ممن اختار هو, وأنني بعد زواجي فقدت القدرة على التوفير لشراء منزل، وأن إخوتي لا يعترضون على إعطائي الشقة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالهبة لا تلزم إلا بالقبض، وبما أن القبض هنا غير موجود، فالهبة غير لازمة، وإن كان الأولى بأبيك الوفاء بما وعد، وبما عليه حلف، وعليه كفارة يمين إن لم يهبك الشقة، وأسأل الله تعالى أن يعوضك عن هذه الشقة بما هو خير منها، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.