2007-08-14 • فتوى رقم 19821
السلام عليكم
جزاك الله كل خير.
أنا فتاة غير متزوجة، مارست العادة السرية لعدة سنوات، ومؤخراً تعرفت على شاب، وخلال علاقتنا أخطأت معه، أي ارتكبنا الفاحشة، ولكن لم نزني.
وأنا الآن تبت عن العادة السرية، وكذلك لا ألتقي بهذا الشاب، وأنعم الله علي بالحجاب والحمد لله؛ ولكن مشكلتي هي أنني أتذكر باستمرار وفي كل لحظة ما فعلته وما رأيته من فاحشة، وأصبح ذلك يلاحقني حتى أثناء النوم، مع العلم أني أصوم الآن وبشكل مستمر بإذن الله صيام قضاء، أي لا يوجد وقت حتى دخول رمضان، ولكن مشكلتي أن الشيطان يلاحقنى في كل لحظة يذكرني بالفاحشة وما كنت أفعل، أنا وصائمة أو أصلي أو أقرأ القرآن أو في أي لحظة، وهنا أنا أستغفر الله بقصد طرد الشيطان، ولكن يلاحقنى مجدداً، وأنا أصبحت الآن أنام وأنا خائفة من أن يذكرني في النوم بذلك، لأن ذلك حدث لعدة مرات أثناء النوم، واستيقظ وأنا مفزوعة، فخوفي أن أستيقظ في الصباح وأنا غير طاهرة، ولا أتمكن من الطهارة لأني مرتبطة بعمل، وهو مصدر رزقي الوحيد، وكذلك تكرار هذا الشيء لابد من الغسل منه، وهذا يثير شك العائلة لو استيقظت وأنا غير طاهرة.
أرجوك أكاد أجن، ونفسيتي سيئة جداً.
الرجاء، ما العمل؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، ولقد أخطأت كثيراً فيما سبق، وعليك عدم العود إلى ذلك أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
وكذلك العادة السرية محرمة شرعاً للمتزوجين وغير لمتزوجين.
فعليك الآن التوبة النصوح مما سبق فعله من الذنوب، فإنها تمحو الذنوب كلها بإن الله تعالى، ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، ومن شروط التوبة النصوح أن توقفي عن الذنوب السابقة، مع العزم والتصميم على عدم الرجوع إليها في المستقبل, والإكثار من الاستفغار، عسى الله عز وجل أن يغفر لنا ولكم.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، مع الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعدم الالتفات إلى وسوسات الشيطان بعد ذلك، فإنه ما حام حولك الآن إلا ليصرفك عما أنت عليه من الخير، فاستعيذي بالله تعالى منه ولا تلتفتي لوساوسه.
ثم إذا كنت راضيةً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.