2007-08-24 • فتوى رقم 20608
السلام عليكم
ما معنى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من نوقش الحساب يوم القيامة عذب))؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
عن ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ لَا تَسْمَعُ شَيْئًا لَا تَعْرِفُهُ إِلَّا رَاجَعَتْ فِيهِ حَتَّى تَعْرِفَهُ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( مَنْ حُوسِبَ عُذِّبَ، قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ أَوَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا، قَالَتْ، فَقَالَ: إِنَّمَا ذَلِكِ الْعَرْضُ، وَلَكِنْ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَهْلِكْ)) رواه البخاري.
المناقشة أصلها الاستخراج , ومنه نقش الشوكة إذا استخرجها, والمراد هنا المبالغة في الاستيفاء, والمعنى: أن تحرير الحساب يفضي إلى استحقاق العذاب, فمن لم يسامح هلك، لأن حسنات العبد موقوفة على القبول, وإن لم تقع الرحمة المقتضية للقبول لا يحصل النجاء.
أضف إلى ذلك أن نفس المناقشة, وعرض الذنوب, والتوقيف عليها هو التعذيب لما فيه من التوبيخ.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.