2007-08-26 • فتوى رقم 20657
اسمحوا لي أن أسأل هذا السؤال للاستيضاح: هل يجب تصديق جميع وكل ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في الدين بدون أستثناء؟ ما الدليل على ذلك؟ وماذا عندما أخطأ الرسول صلى الله عليه وسلم في الاجتهاد بمسألة الأسرى؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيجب تصديق كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم إن وصلنا بطريق صحيح، والأدلة على ذلك كثيرة جداً منها قول الله تعالى:(( ...وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )) [من الآية 7 من سورة الحشر]، والنبي عليه الصلاة والسلام هو كما قال الله تعالى: ((وما ينطق عن الهوى،إن هو إلا وحي يوحى)) أي ملهم ومسدد من الله تعالى، فإذا اجتهد وأراد الله تعالى أن يغير اجتهاده أرشده إليه بعده مباشرة ولا يتركه بدون إرشاد، مثل ما حصل في أسرى بدر، حيث اجتهد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في فدائهم، فنزل عليه قوله تعالى: (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (لأنفال:67).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.