2007-08-31 • فتوى رقم 20841
فضيلة الشيخ: ما هو رأيكم بمثل هذه الشركة؟
شركة العنان، وصفتها أن يشترك شخصان فأكثر في شركة بينهم، على أن المال والعمل منهم جميعاً، أو أن المال منهم والعمل من بعضهم أو أحدهم، وشركة العنان مما اتفق العلماء على صحتها وجواز العمل بها، وكون أحد الشركاء يكون مديراً للشركة مقابل مرتب مقطوع، فيجتمع فيه صفتا الأجير والشراكة، فهذا مما لا بأس به شرعاً؛ إذ لا يوجد نص شرعي يمنع من ذلك فيبقي الحكم على أصله وهو الإباحة، كما أنه لا يوجد محذور شرعي من اجتماع عقدي الشركة والإجارة في شخص واحد، ولا يدخل ذلك ضمن الربا المحرم، ثم إن الحاجة تقتضي وجود مثل هذا الاستقلال بين صفتي الشريك والمدير، إذ إن الشركاء في هذه الحالة بين أمور ثلاثة:
1- أن يكون المدير من غيرهم، ولا شك أن المدير إذا كان منهم وله حصة في رأس مال الشركة يكون أكثر حرصاً من ذلك المدير الأجنبي.
2- أن يكون لهذا المدير الشريك حصة زائدة في الأرباح عن المبلغ الذي اشترك به وهذه الزيادة مقابلة لإدارته، أي منع اجتماع صفتي الشريك والأجير وإبقاء صفة الشريك فقط، وهذا الحال قد لا يرضى به الشريك المدير نفسه، أو أن الشركاء لا يرضون به، بل يرغبون أن يكون له مرتباً مقطوعاً لا علاقة له بأرباح الشركة، وذلك كسائر العاملين في الشركة من غير المدير.
3- أن يكون المدير أجيراً في عمله شريكاً في ماله كسائر الشركاء، فيأخذ أجره مقابل عمله، وربحاً أو خسارة مقابل ماله الذي اشترك به، أي اجتماع عقدي إجارة الأشخاص والشركة فيه، وهذا ما رأينا جوازه، وهو ما عليه العمل في أكثر الشركات المساهمة وغيرها من التي يكون الفصل بين وظيفة المدير وصفة الشريك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا مانع في شركة العنان من أن يكون راس المال من الطرفين والعمل من أحدهما فقط أو منهما معا، ولا باس في الحال الأولى أن يكون للشريك العامل نسبة من الربح أكبر من نسبة راس ماله، ليكافأ عمله، وعامةالفقهاء لا يجيزون للشركاء أو أحدهم أخذ أجر معين على عمل يقوم به في الشركة، ولكن نسبة من الأرباح فقط، وروي عن بعض الفقهاء من الحنبلية جواز ذلك، وأنا لا أفتي بهذا لضعف دليله، ولغناء نسبة عالية من الربح له مقابل عمله عن أن يكون أجيرا وشريكا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.