2007-09-23 • فتوى رقم 22082
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه بريء من كل مسلم يعيش بين أظهر المشركين أو الكفار، ومتى تنطبق عليه هذه البراءة لا سمح الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن إقامة المسلم بين غير المسلمين جائزة إذا أمن المسلم على نفسه ودينه، وكان قادراً على إقامة شعائر دينه، بل إذا أقام بنية دعوة الناس إلى الله تعالى كان مأجوراً على ذلك إن شاء الله.
والنصوص الواردة في عدم جواز الإقامة في بلاد الكفار محمولة على من يكون غير قادر على إقامة شعائر الإسلام، وغير آمن على نفسه ودينه، كقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا﴾ [النساء:97].
وكقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، قالوا: يا رسول الله، لم؟ قال: لا تراءى ناراهما) أخرجه أبو داود والنسائي والترمذي.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وهذا محمول على من لم يأمن على دينه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.