2007-10-16 • فتوى رقم 23062
في أيام شبابي كنت أدرس، وأحتاج لنقود أكثر مما كان يعطيني والدي، فكنت آخد من نقود المتجر الذي كان يأتمنني عليه، وبعدما تزوجت وصار عندي أولاد ندمت ندما شديدا على ما اقترفته من معصية، وأردت أن أرجع المال لأبي لكنني لم أستطع أن أخبره بما فعلت حتى لا أشوه صورتي أمامه ففكرت أن أهديه بعض الهدايا، وكنت كلما أهديته شيئا يدعو لي فهل أستحق هذا الدعاء، وهل يكتب لي يوم القيامة أم سيفضح أمري يوم الحساب؟
ثم إنني أهديه كل ذلك دون علم زوجي لأنه ليس لي دخل أو نقود أرد منها ما سرق، فهل يتوجب علي أن أخبر أبي وأطلب منه مسامحتي أم ماذا أفعل؟
أفيدوني افادكم الله.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيجب على السارق بعد التوبة رد المسروق إلى صاحبه بأي طريقة ممكنة ولو دون إخبار له بأمر السرقة، أو أن يخبر المسروق منه بما كان منه فيسامحه، وعليه فعليك أن تردي بدل ما أخذت من أبيك له دون الإفصاح عن السرقة، أو تخبريه بها فيسامحك، ثم إن أردت الرد فيجب عليك ذلك من مالك لا من مال زوجك إلا بعلمه ورضاه، ولا بأس بأن يهبك زوجك مالاً فيكون لك، ثم تبرئين به ذمتك بعد ذلك من أبيك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.