2007-11-07 • فتوى رقم 23904
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زوج خالتي توفي في حادث سيارة، وبعد أن غسلوه قالوا أنهم كانوا ينزلون أصبعه التي يتشاهد بها ويعود فيرفعها، وأيضا بعد تغسيله ظل الدم ينزل من أذنيه، فقال لهم شيخ أنه إن شاء الله شهيد، فما قولكم هل هذا صحيح؟
وأرجوك أن تدعو له بالرحمة، ولخالتي بالصبر لأنها منهارة، ولنا بالثبات والعمل الصالح ولك جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد ذهب بعض الفقهاء ألى أن المتوفى بحادث سيارة من شهداء الآخرة، وأنه ملحق بمن مات بالهدم، ففي الحديث الذي أخرجه الإمام مالك في الموطأ في باب النهي عن البكاء على الميت قال: حدثني يحيى عن مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن عتيك بن الحارث -وهو جد عبد الله بن عبد الله بن جابرا أبو أمه- أنه أخبره أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه، فصاح به فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: غلبنا عليك يا أبا الربيع فصاح النسوة وبكين، فجعل جابر يسكتهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن، فإذا وجب فلا تبكين باكية، قالوا: يا رسول الله: وما الوجوب؟ قال: إذا مات، فقالت ابنته: والله إني كنت لأرجو أن تكون شهيداً، فإنك كنت قد قضيت جهازك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته، وما تعدون الشهادة؟ قالوا: القتل في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والمحروق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة)، وأسأل الله تعالى أن يكون قد أكرم قريبك هذا بالشهادة، وأن يجعله شفيعاً لأهله، وأن يلهم زوجه الصبر والثبات، ويرد المسلمين كلهم إليه رداً يرضيه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.