2008-02-23 • فتوى رقم 27111
وهب والدي لأخي الأكبر بيتاً، ونظرا لعدم رغبته العودة إلى الوطن لوجوده في أمريكا تراجع الوالد في هبته، وباع لي البيت بموجب توكيل رسمي يملكه الوالد من أخي الموجود في أمريكا (البيع شكلي، لم أدفع أي مبلغ)، وأصبح البيت باسمي، كان ذلك معروف لدى أفراد أسرتي ووالدتي، وبعد مرور أربع سنوات توفي والدي مع، العلم لم يوصني الوالد أو يوصي الوالدة بإخضاع هذا البيت للميراث، كذلك عند تقدمي لخطوبة زوجتي أوضح الوالد لأهلها بأنه منحني هذا البيت.
فهل يجب علي احتسابه من ضمن الميراث مع إخوتي وأخواتي، مع العلم أني لم آخد أي شيء من باقي ميراث والدي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكثير من الفقهاء لا يجيز للوالد الرجوع في هبته لأولاده بعد أن سلمهم إياها، وأجاز البعض له ذلك إذا كان الموهوب على حاله لم يتغير، ولم يمنع من الرجوع أحد موانع الرجوع التي ذكرها الفقهاء.
فإن صح رجوع والدك في هبته لأخيك فالبيت صحت هبته لك بعد استرجاع الوالد له، وهو ملكك، وليس لأحد استرداده منك بعد وفاة والدك، ولك نصيبك الشرعي من تركة والدك بعد وفاته.
أما إن لم يصح رجوع والدك في هبته لأخيك فالبيت بيت أخيك، وهو ملكه، وأيضأ ليس لأحد استرداده منه بعد وفاة والده، وله نصيبه الشرعي من تركة والده بعد وفاته.
لكن في كل الأحوال أرشد الورثة إلى أن يسامح بعضهم بعضاً، ولا يدعو الأمور المادية تكدر صفو العلاقات فيما بينهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.