2008-02-26 • فتوى رقم 27251
السلام عليكم
أريد أن تفتوني في زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من ماريا القبطية، علماً أنها نصرانية.
لماذا تزوج منها، مع أن الإسلام يحرم العلاقة مع نصراني أو نصرانية باعتبارهما كافرين؟
جزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمولاة الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم مارية بنت شمعون القبطية، أهداها له المقوقس القبطي صاحب الإسكندرية ومصر، وذلك سنة سبع من الهجرة.
وأسلمت على يدي حاطـب بن أبي بلتعة، وهو قادم بها من مصر إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في المدينة.
وأنجبت للنبي صلى الله عليه وسلم إبراهيم.
توفاها الله في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في شهر محرم سنة ست عشرة، رضي الله عنها وأرضاها.
وهي لم تكن زوجة في الأصح، بل تسرى بها وهي رقيقة، وأصبحت أم ولد.
ثم إن أهل الكتاب اليهود (وكتابهم التوراة الذي أنزل على سيدنا موسى عليه السلام)، والنصارى (وكتابهم الإنجيل الذي أنزل على سيدنا عيسى عليه السلام) هم أهل كتاب وكفرة في الوقت ذاته، ولا تنافي بين الأمرين، فقد وصفهم الله تعالى بالكفر في الكتاب الكريم فقال تعالى: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [المائدة:73].
ولكن الله تعالى ميز أهل الكتاب عن باقي غير المسلمين بأمرين: الأول جواز الزواج من نسائهم، والثاني جواز الأكل من ذبائحهم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.