2008-03-08 • فتوى رقم 27604
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي عدة أسئلة:
1- بالنسبة لعورة الرجل هل ذنب كشف الفخد أمام الرجال بنفس درجة كشف القبل والدبر أم أقل درجة؟
2- أريد توضيحا للفتوي رقم 6249 فهل هذا معناه أن يمكن لرجل تقبيل جسد رجل آخر (ليس القبل والدبر)
3- أرى تناقض بين فتوي رقم 1783 وفتوى رقم 12734 فهل لكم التكرم بالتوضيح؟
4 - إذا لمس قضيب صديق لي مؤخرتي وليس الدبر أثناء النوم دون قذف أو مداعبة مجرد تلامس هل هذا يجوز أم لا؟
5- بعض أسئلة التلامس الجسدي بين الرجال (غير اللواط وعظيم مقدماته والعياذ بالله كمص القضيب) لا تجوز فقط للحماية من الوقوع في معصية أم للضرر ما؟
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
1_ فهو (وإن كان دون كشف القبل والدبر) محرم ويجب اجتنابه.
2_ لا يجوز لرجل تقبيل رجل آخر من أي موضع من الجسد إن كان ذلك بشهوة أو خاف حدوثها.
3_ لا تناقض بين الإجابتين فكل المداعبات التي قد تؤدي للشهوة محرمة.
4_ يحرم هذا اللمس، ويجب تجنبه، وهو لا يكون إلا بعد كشف العوة، وكشفها محرم، وهو مقدمة لكبيرة من الكبائر، فعليكما التوبة إلى الله تعالى والبعد عن المعاصي.
5_ ذلك محرم لنهي الإسلام عنه وتنفيره منه، (وعلى المسلم أن يلتزم بأحكام الإسلام،) وذلك حماية من الوقوع في المعاصي، ولأن فيه ضررا بالغا، أسأل الله تعالى أن يجنبك المعاصي كلها.
قال الله تعالى: (( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْأِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور:31).
على المسلم أن يترك كل المحرمات ويجتنبها، ولا شكك أن اجتناب الكبائر أولى، لكن ذلك لا يبرر فعل الصغائر، فقد روى أحمد في المسند عن عبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ وَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضَرَبَ لَهُنَّ مَثَلًا كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا أَرْضَ فَلَاةٍ فَحَضَرَ صَنِيعُ الْقَوْمِ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْطَلِقُ فَيَجِيءُ بِالْعُودِ وَالرَّجُلُ يَجِيءُ بِالْعُودِ حَتَّى جَمَعُوا سَوَادًا وَأَجَّجُوا نَارًا وَأَنْضَجُوا مَا قَذَفُوا فِيهَا))
والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً، وذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، وعليك أن تتضرع إلى الله تعالى وتشكو له ضعفك وعجزك، وتطلب منه الحفظ عن المعاصي، لاسيما في الثلث الأخير من الليل فإنه وقت إجابة، أسأل الله لك السلامة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.