2008-03-24 • فتوى رقم 28060
والدي رحمه الله تاجر بناء وغني بالعقارات (محل شقق أراضي) طلب مني منذ سبعة عشر عاماً أنه بحاجة إلى سيولة نقدية للصرف كونه لا يوجد دخل من هذه العقارات، وحتى لايضطر لبيع العقارات؛ لأنه لا يحب البيع، طلب مني ومن أخي أن نقوم بالصرف عليه، وعلى طلباته بواقع 500 دولار تقريباً في الشهر بالرغم من أن دخلي لم يكن يسمح، ولكنه قنعنا بأنه كله توفير لنا ومسجل وبأنه دين بذمته، بدأنا أنا وأخي نرسل 500 دولار منذ عام 1990، إضافة لهذه المبالغ طلب من وفوراتي مرة 2000 دولار لفك رهنية عقار، ومرة أقنعني ببيع عقار ليستدين منه 2000 دولار، ومرة أخرى كنت مسجل على شقة في جمعية سكنية منذ عام 1985 وسحب المبالغ المدفوعة في عام 1992 الأمر الذي تسبب لي بخسارة كبيرة حيث إنه بعد عملية السحب كان يدفع مربح على الشقة حوالي 30000 دولار وهذه ذهبت خسارة.
تعرض والدي لنزيف في الدماغ في عام 1995 وبالرغم من أن والدتي كانت على علم بكل شيء وطلبت منا أنا وأخي أن نستمر بالدفع، وأنه كل شيء مسجل فقمنا بتسديد مصاريف العمليات والمصاريف الطبية، وطلبت والدتي أيضا خادمة لتساعدها في أمور البيت، وقمنا أيضاً بتسديد كل شيء، توفي والدي منذ مدة قصيرة ويبدوا أن إخوتي البنات غير معترفات بما قدمناه لوالدي بالرغم من أن العقارات التي تم الحفاظ عليها بسبب عدم بيعها ارتفع ثمنها بواقع عشرة أضعاف تقريباً.
ما حكم هذه الديون، وكيف تتم تسوية المبالغ بعد هذا الوقت الطويل، وفي ظل تغيير أسعار العقارات وانخفاض قيمة العملة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلك ولأخيك كل ما دفعتم على سبيل القرض لأبيكما، ولكم ما دفعتم أثناء مرضه من تكاليف لعلاجه، فلكم أخذ ذلك قبل تقسيم التركة لكن بقيمته النقدية دون زيادة، ولا عبرة بتغير الأسعار، لأن القرض النقدي لا يزيد مع الأيام، ولك ما دفعت لأبيك من النقود أيضا (بقدرها) عندما بعت الشقة التي تتحدث عنها، وكذلك ما أخذ والدك من النقود (بقدرها) عندما تراجعت عن شقة الجمعية.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.