2008-08-27 • فتوى رقم 31387
في البداية بفضل الله تمكنت من تزويج نفسي بنفسي مادياً، وقد أقسمت على عدم أخذ قرض للزواج لخوفي من الحرام، وقد أعانني الله على ذلك، فقد رزقني بزميل يقرضني وأخذت قرضاً حسناً بلا فائدة من الشركة وأقوم بسداده على أقساط، وقد سددت دين زميلي.
أما الآن فأنا في عذاب وشقاق داخلي لا يوصف، والقصة هي: تزوجت بشقة إيجار جديد، والعقد لمدة سنتين بإيجار كبير بسبب ارتفاع الأسعار، وقد مضت سنه كرستها لسداد ديني، وفوجئت أن صاحب الشقة يريدها، فأمامي أقل من سنة لتركها، والأسعار يومياً تتزايد بشكل مخيف، والإيجار يزيد أيضاً ويستنزف كل دخلي، مما يستحيل ادخار مبلغ يكفي معه لشراء شقة، كما أن زوجتي حامل، وأنا في حالة نفسية شديدة بسب ذعري أين سأذهب بعائلتي، وهل سوف أظل طول عمرى بالإيجار الذي يستنفذ كل مواردي، ووجدت فرصة لشراء شقة، وقد عرض علي صديق أن يقرضني مبلغ الشقة، وعلمت أيضا أنه سوف يأخذه من قرض من بنك ويعطيه لي، ووالله أنا أخشى الحرام على بيتي، ولكن والله لا أعلم ماذا أفعل بسبب شدة الزيادة في الأسعار، وأنا لا أعلم الغيب، فلا أعلم ماذا أفعل، فهذا يهدد استقرار بيتي، وخاصة النفسي بالنسبة لي؟ أرجوكم ابحثوا جيداً وأفيدوني، أرجوكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان صديقك سيقرضك قرضاً حسناً وستعيد له مااقترضته منه فقط دون زيادة، فالقرض جائز ولا إثم عليك أنت إن شاء الله تعالى، وإنما الإثم على الذي اقترض بفائدة ربوية محرمة.
أما إن كان سيقرضك بفائدة فهو الربا المحرم، مهما كانت الفائدة قليلة، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وليس تأمين مسكن مملوك من ذلك مع القدرة على الاستئجار.
ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.