2006-03-02 • فتوى رقم 3631
هذاالحديث موجود في سنن أبي داوود:
4361- حدثنا عباد بن موسى الخُتَّلِيُّ، أخبرنا إسماعيل بن جعفر المدني، عن إسرائيل، عن عثمان الشحَّام، عن عكرمة قال: ثنا ابن عباس:
أن أعمى كانت له أمُّ ولد تشتم النبي - صلى الله عليه وسلم- وتقع فيه فينهاها فلا تنتهي، ويزجرها فلا تنزجر.
قال: فلما كانت ذات ليلة جعلت تقع في النبي - صلى الله عليه وسلم- وتشتمه، فأخذ المِغْوَل، فوضعه في بطنها واتكأ عليها فقتلها، فوقع بين رجليها طفل، فلطخت ما هناك بالدم.
فلما أصبح ذُكِرَ ذلك للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فجمع الناس فقال: "أنشد الله رجلاً فعل ما فعل، لي عليه حقٌّ إلا قام" قال: فقام الأعمى يتخطى الناس وهو يتزلزل حتى قعد بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله أنا صاحبها كانت تشتمك وتقع فيك فأنهاها فلا تنتهي، وأزجرها فلا تنزجر، ولي منها ابنان مثل اللؤلؤتين وكانت بي رفيقة، فلما كان البارحة جعلت تشتمك وتقع فيك، فأخذت المغول فوضعته في بطنها، واتكأت عليها حتى قتلتها.
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: "ألا اشهدوا أنّ دمها هدرٌ".
واجهنا به بعض أعداء الإسلام، فأرجو من فضيلتكم توضيح المقصود وإزالة الإشكال.
وجزاكم الله خيراً ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال الإمام السندي في حاشيته على سنن النسائي ما نصه:
((قوله: «وكانت له أم ولد» أي غير مسلمة، ولذلك كانت تجترىء على ذلك الأمر الشنيع، «فيزجرها» أي يمنعها، «ذات ليلة» يمكن رفعه على أنه اسم كان ونصبه على أنه خبر كان أي كان الزمان أوالوقت ذات ليلة، وقيل: يجوز نصبه على الظرفية أي كان الأمر في ذات ليلة، ثم ذات ليلة قيل: معناه ساعة من ليلة وقيل: معناه ليلة من الليالي والذات مقحمة، «فوقعت فيه» قيل: تعدى بفي لتضمين معنى الطعن يقال: وقع فيه إذا عابه وذمه، «إلى المغول» بكسر ميم وسكون غين معجمة وفتح واو، مثل سيف قصير يشتمل به الرجل تحت ثيابه فيغطيه، وقيل: حديدة دقيقة لها حد ماض، «قتيلاً» يستوي فيه التذكير والتأنيث، «لي عليه حق» صفة لرجل، أي مسلماً يجب عليه طاعتي وإجابة دعوتي، «يتدلدل» أي يضطرب في مشيه، «إن دمها هدر» ولعله صلى الله عليه وسلم علم بالوحي صدقَ قوله.
وفيه دليل على أن الذمي إذا لم يكف لسانه عن الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، فلا ذمة له والله تعالى أعلم)).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.