2009-05-06 • فتوى رقم 37336
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
يوجد علي قرض من الدولة لبناء منزل على 25 عاما، وتم رهن منزلي مقابل أن أسدد مبلغا من المال شهريا، مضى على القرض عدة أشهر، وأنا ملتزم بالسداد، ولكن سؤالي ماذا لو توفاني الله عز وجل هل ستبقى روحي محبوسة بسبب الدين؟ وماذا لو لم يدفع أبنائي الدين وماطلوا في تسديده، وإن دفعت لهم الآن كامل المبلغ ما هي فائدة القرض إذا؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان قرضا حسنا دون فوائد، فسيعينك الله تعالى على أدائه، وعليك أن توصي أبناءك بسداد الدين من التركة، وسيأخذ البنك حقه بعد وفاتك من العقار المرهون له، أما إن كان قرضا ربويا فلا يجوز أخذ قرض بفائدة للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك.
وعلى المتورط في ذلك أن يسارع إلى سداد القرض الربوي كله، ويبذل في ذلك كل وسعه، ولو ببيع شيء مما يملكه، مع التوبة النصوح والاستغفار، والعزم على عدم العود لذلك في المستقبل، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.