2009-07-22 • فتوى رقم 38404
فضيلة الشيخ الدكتور:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شخص يسأل فضيلتك:
إنه كثير التبول، وصاحب سلس بول، وهو خروج قطرات من البول بعد الاستنجاء، فقرأ في الفقه أنه يجب الوضوء بعد دخول وقت الصلاة لكل فرض.
شق عليه كل يوم الوضوء خمس مرات، فسأل شيخا، فقال له: اجمع الظهر والعصر، وبالمثل المغرب والعشاء، تقديما أو تأخيرا، بوضوء واحد؛ لأن الإمام أحمد بن حنبل رخص لصاحب السلس الجمع، وكذا الشوكاني في السبيل الجرار.
ففعل هذا لسنوات طويلة، وهذا فعلاً يسير والحمد لله، لكن أخيراً قال له أحد الأشخاص أنه أخطأ عندما جمع جمع تأخير، لأن الفريضة الأولى تعتبر قضاء، لأنه كان يجب في وقت الفريضة الأولى أن ينوى جمع التأخير، حتى لا تحسب عليه كل يوم قضاء، وبالتالي هو ارتكب كبائر كل يوم، وهي خروج الصلاة عن وقتها.
هل ما قاله صحيح، أليس أوقات الصلاة ثلاث لأصحاب الأعذار، وبالتالي هو لا يحتاج نية جمع التأخير، لأن وقت الظهر والعصر وقت واحد، وكذا وقت المغرب والعشاء. وبالتالى هو يعلم ذلك، فيصلى الظهر والعصر في وقت إحداهما حسب ظروفه، وكذا المغرب والعشاء، سواء تقديم أو تأخير من غير نية كل يوم.
نرجو التفصيل فيما حدث، وماذا يجب عليه في المستقبل عند الجمع.
هو يعلم أنه من أصحاب الأعذار، فيجمع يومياً في وقت إحداهما حسب ما يناسبه باعتبار الأوقات ثلاث في حقه، ماذا لو نسي نية الجمع في وقت الأولى، وهل يجب التلفظ بالنية في أي جزء من وقت الأولى، وهل معرفته أنه من أصحاب الأعذار له الجمع هي هذه النية، وهل يجب استحضار هذه النية في وقت الظهر والمغرب كل يوم، حتى يكون الجمع صحيحاً؟ وهل السائل أصبح من أصحاب الكبائر لأنه لم ينو الجمع في وقت الأولى؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز للمريض الجمع بين الصلوات عند الحنفية والشافعية، بل على المريض بسلس البول أن يتوضأ لكل صلاة، ويصليها في وقتها.
وقد ذهب الحنابلة إلى جواز الجمع بين الظّهر والعصر وبين المغرب والعشاء بسبب المرض، تقديما أوتأخيرا، وعليه فلا غبار على صحة صلواتك السابقة إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.