2009-07-24 • فتوى رقم 38457
السلام عليكم
أنا آسفة على كثرة أسئلتي، ولكن أحب أن أتنور من فضيلة الشيخ.
أمي منذ أن تزوجت أبي وهي تعاني معه، كان ظالماً لها ويضربها، وأمي كان لها ذهب ما يسمى "ساداته رقبتها"، أبي أخذه ولم تدري أمي ماذا عمل به، وتوفي دون أن يطلب السماح من أمي أو يعلمها مكانه.
وفي مرضه أمي قامت بالاعتناء به على أكمل وجه، مع الإهانة لها.
أمي لم تسامحه أبداً، وتطلب حقها عند الله، هل تأثم بذلك أم لا؟
أطلت السؤال، تحملوني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فيحرم على الزوج أن يأخذ شيئاً من مال زوجته الخاص بها بدون رضى منها وطيب خاطر.
وبما أن والدك قد توفي، فلوالدتك أن تطالب باسترداد قيمة ما أخذه منها دون رضى من تركته إن كان ترك ما يفي بذلك.
لكن أرشدها الآن إلى أن تسامحه وتصفح عنه لتنال عظيم الأجر الذي أعده الله تعالى لها إن هي فعلت ذلك، وتكون من العافين عن الناس الذين أعد لهم الله تعالى جنات تجري من تحتها الأنهار فقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ [آل عمران:133-136].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.