2005-11-29 • فتوى رقم 401
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحد المنشغلين بالدعوة في بلادنا ـ تونس ـ وأثناء لومه لأحد زملائه الذين لم يلتزموا بالبرنامج العام للجماعة قال: إنّ الدين لا يحتاج إلى أحد، ولا حتّى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ونتيجة لذلك فقد وقع تكفيره من طرف أحد العلماء لأنّه انتقص من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقول هذا العالم أنّه يكفر كفراً لا توبة فيه قصد أو لم يقصد الانتقاص من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يرتكز في دعواه هذه على كتاب الشفاء للقاضي عياض، وذهب هذا العالم أيضاً إلى تكفير من قال إن الرّجل ربّما لم يقصد الانتقاص، وذلك لأنّ من شكّ في كفر الكافر فهو كافر. وقد أمر هذا العالم من وافقه في فتواه إلى مقاطعة كلّ من أراد أن يجد للرّجل مخرجاً، وذلك لأنّهم رضواالاستنقاص من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الرجاء من معاليكم أن تفتونا في هذا الأمر، مع تبيين المراد من كلام القاضي عياض إن أمكن، راجين من الله عزّ وجلّ أن يجعلكم سبباً في إعادة الألفة بين المسلمين في بلدنا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا القول من الكبائر دون شك، ولكن في عده كفرا توقف، حيث إن الرجل قد يكون قالها متأولا معنى معينا، وقد بين الفقهاء أن ا لرجل لا يجوز اتهامه بالكفر إلا إذا كان كلامه لا يحتمل التاويل، والذي أراه أن على هذا الرجل أن يستغفر الله تعالى ويعتذر للمسلمين ويتوب أمامهم من قولته هذه، فإذا فعل ذلك فلا يجوز مقاطعته ولا تكفيره، وإذا أبى وأصر على قوله فيجب رفعه للقضاء ليقول قوله فيه، ويحكم فيه حكمه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.