2006-04-16 • فتوى رقم 4700
السلام عليكم
كيف يتم تغسيل الميت، وما هي الأدعية التي تقال خلال هذا التغسيل، وهل هى واجبة أم يمكن التغسيل دون أدعية؟
بارك الله فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
يستحبّ تجريد الميّت عند تغسيله، لأنّ المقصود من التغسيل هو التّنظيف والتكريم وحصوله بالتّجريد أبلغ، ولأنّه لو اغتسل في ثوبه تنجّس الثّوب بما يخرج ، وقد لا يطهر .
ويجب ستر عورته، لأنّ ستر العورة واجب ومأمور به ، هذا إذا كان الذّكر يغسّل الذّكر ، والأنثى تغسّل الأنثى ، وأمّا إذا كان الذّكر المحرم يغسّل الأنثى ، وعكسه، فيستر جميع بدن الميّت.
وأمّا كيفيّة وضعه عند تغسيله، فهي أنّه يوضع على سرير أو لوح هيّئ له ، ويكون موضع رأسه أعلى لينحدر الماء ، ويكون الوضع طولا ، كما في حالة المرض إذا أراد الصّلاة بإيماء، ومن الحنفيّة من اختار الوضع كما يوضع في القبر، والأصحّ أنّه يوضع كما تيسّر.
وقبل أن يبدأ الغاسل بتغسيل الميّت يزيل عنه النّجاسة، ويستنجيه، ثمّ يوضّئه وضوءه للصّلاة، ولا يدخل الماء في فيه ولا أنفه، وإن كان فيه أذى أزاله بخرقة يبلّها ويجعلها على أصبعه، فيمسح أسنانه وأنفه حتّى ينظّفهما. ويميل رأس الميّت حتّى لا يبلغ الماء بطنه. وكذا لا يؤخّر رجليه عند التّوضئة.
وبعد الوضوء يجعله على شقّه الأيسر فيغسل الأيمن، ثمّ يديره على الأيمن فيغسل الأيسر ، وذلك بعد تثليث غسل رأسه ولحيته.
والواجب في غسل الميّت مرّة واحدة ، ويستحبّ أن يغسّل ثلاثاً كلّ غسلة بالماء والسّدر ، أو ما يقوم مقامه ، ويجعل في الأخيرة كافوراً، أو غيره من الطّيب إن أمكن.
وإن رأى الغاسل أن يزيد على ثلاث - لكونه لم ينق ، أو غير ذلك - غسله خمساً أو سبعاً ، ويستحبّ أن لا يقطع إلا على وتر.
والأصل في هذا قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم لغاسلات ابنته زينب رضي الله عنها « ابْدَأْن بميامنها ، ومواضع الوضوء منها ، واغسِلْنَها ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً ، أو أكثر من ذلك إن رأيتنّ ذلك ، بماء وسدر ، واجْعلْنَ في الآخرة كافوراً أو شيئاً من كافور » .
ويستحبّ أن يحمل الميّت إلى مكان خال مستور لا يدخله إلا الغاسل ، ومن لا بدّ من معونته عند الغسل ، فعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : « أتانا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ونحن نغسّل ابنته ، فجعلنا بينها وبين السّقف ستراً » .
وإذا فرغ الغاسل من تغسيل الميّت نشّفه بثوب ، لئلا تبتلّ أكفانه، ففي حديث أمّ سليم رضي الله عنها: « فإذا فرغت منها فألقى عليها ثوباً نظيفاً».
وينبغي للغاسل أن يشتغل بالتّفكّر والاعتبار، وليس عليه أذكار معينة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.