2006-04-21 • فتوى رقم 4754
السلام عليكم: اناشاب من العراق ووالدي توفي في يومالجمعة 17/3/2006 حيث قتل على يد التكفيريين المتطرفين بعد خروجه من صلاة الجمعة مباشرة قرب المسجدالذي صلى فيه علما انه تم قتله لانه ينتمي الى جماعة الاخوان المسلمين (الحزب الاسلامي العراقي) ولان لديه شعبية كبيرة في المدينة وتقلد منصبا في الدولة حيث تم انتخابه لامانته وكان يتميز بمساعدة الارامل واليتامى والمعتقلين الابرياء حيث كان يعمل على اطلاق سراحهم قدر المستطاع بحكم منصبه ومساعدة دورات المساجد الصيفية الخاصة بتحفيظ القران وذبح الاضاحي في عيد الاضحى المبارك بالاضافة الى انه عمل مدرس فيزياء لمدة (25 سنة) وتم انتخابه مديرا للمدرسة لامانته وخلال فترة ادارته بنى مسجدا داخل المدرسة (علما ان الاموال التي يصرفها والدي كانت بعضها تأتيه من خارج العراق بحكم ضروف الحصار والاحتلال وفقر العراقيين حيث ان المشاريع الضخمة التي كان يفعلها ليست جميع الاموال من جيبه الخاص)
ذكرت لفضيلتكم بعض الاعمال الخيرة التي كان يقوم بها وسؤالي لفضيلتكم هل يعتبر والدي من الشهداء وهل يجار من عذاب القبر وهل يجوز لامي وأخواتي زيارته في المقبرة وهل يجوز قراءة القران واهداؤه اليه، علما انه حج هذه السنة وقبل حادثة قتله بشهرين تقريبا وقبل خروجه الى صلاة الجمعة اغتسل وتطيب وقرا سورة الكهف وكان مستقبلا للموت حيث دخلت الرصاصات الى صدره وقد شهد الناس له بالفضل والله على ما أقول شهيد
أرجو من فضيلتكم الاجابة بالتفصيل على اسئلتي وارسالها الى الايميل التالي وبارك الله فيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[email protected]
[email protected]
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأرجو من الله تعالى أن يتقبل عمل والدك، وأن يغفر له ويجعل مقامه في عليين، وأن يعده من الشهداء.
ولا مانع من زيارة النساء للقبور مع الالتزام بآداب الزيارة والحجاب وعدم مخالطة الرجال الأجانب، ولا حاجة إلى مرافقة المحرم لعدم السفر.
- وقد اختلف الفقهاء في وصول ثواب العمل الصالح إلى من أهدي إليه من الأموات، فذهب الأكثرون إلى أن أجر الأعمال الصالحة يصل إلى الميت إذا أهدي إليه من فريب أو صديق أو غيرهم، قياسا على دعاء الابن لأبيه، سواء كان صلاة أو قراءة قرآن أو صدقة أو ... وذهب البعض إلى أن ذلك لا يصل، ولا يصلهم إلا الدعاء من الولد الصالح، والقول الأول هو الأقوى في نظري دليلاً، والله تعالى أعلم.
فمن رحمة الله عز وجل على عباده أن جعل لهم باباً آخر للثواب حتى بعد الموت، وذلك بقراءة القرآن لهم في قبورهم، فيكون لهم ثواب هذه القراءة بإذن الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.