2011-02-19 • فتوى رقم 47570
السلام عليكم
سؤالي يتعلق بقذف الناس بالزنا سواء المسلمون وغيرهم، فأنا قذفت مجموعة كبيرة من الناس بالزنا وأريد تكفير هذا الذنب، فإذا تبت ولم أرجع إلى هذا فهل هؤلاء الناس سوف يعفون عني يوم القيامة مع أني سمعت من اغتاب أحدا أو قذفه بالفاحشة فلن يغفر الله له حتى يسامحه المقذوف أو المغتاب، وصراحة لا أستطيع أن أذهب إلى كل واحد وأقول له سامحني، فما الحل؟ هل أتصدق عن كل واحد مع أني لا أحصي عددهم لكن كل ما أحببت أن أتصدق أنوي وأقول هذا الأجر بيني وبين كل واحد اغتبته وقذفته؟
أفيدوني جزاكم الخالق المنان جنة ذات أفنان.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
الشتيمة إلى حد القذف بالزنا أو اللواط هي من الكبائر، سواء كان القاذف صادقا أو كاذبا، فإن كان صادقا فهو فضيحة، وإن كان كاذبا فهو قذف وشتيمة، وكل ذلك حرام شرعا على المسلم، لأنها إيذاء للمؤمن، والمؤمن لا يجوز إيذاؤه، وعلى فاعل ذلك أن يسارع في التوبة والندم والاستغفار، مع طلب السماح والعفو من الشخص الذي آذاه فذلك شرط لصحة توبته.
فما عليك إلا أن تسارع إلى التوبة النصوح بالندم الشديد على ما فات والعزم على عدم العود وكثرة الاستغفار، ثم إن أمكنك أن تستسمح من الناس فافعل، وإن لم تستطع أو خشيت من المشاكل فتكفيك التوبة النصوح، والتصدق وهبة ثواب ذلك لمن قذفتهم، ولا تشك في غفو الله وغفرانه فالله تعالى هو الغفور الرحيم.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.