2006-04-22 • فتوى رقم 4816
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب مسملم وأعرف واجباتي الدينية والتزم بها: أصلي، أصوم، أقرأ القرآن، وأعمل الخير، أبر الوالدين وأمتنع عن الغيبة والنميمة، وأحب عمل الخير وحب الناس والحمد لله.
لكن الله ايتلاني بميولي الجنسية وأعتقد أنه أمر صار يطرق المسامع كثيرا هذه الأيام، أنا يا شيخناالفاضل كنت أراجع طبيباً نفسياً ملتزما لمده 3 سنين لكن بدون فائدة، وبقيت أحس بأني أرمأه بجسد رجل وأميل بقوة لكسب حب وحنان وعاطفة الرجل، 3 سنوات من العلاج النفسي المضني وأنا الآن كما أنا عليه.
اعذرني أرجوك إذا كنت أطلت عليكم، لكني تعرفت على شاب وبيننا حب ومودة كبيرة ونحن بيننا علاقه جنسية جيث فيها تلامس جسدي سطحي ومص للقضيب أيضا، لكن بدون إيلاج (بدون إدخال)، أعرف أنني أخللت بالتزامي الديني لكن سؤالي: هل يعتبر هذا لواطا بالشرع مع أنه بدون إيلاج(إدخال)؟ وما حكم ما أنا أفعله مع أني أمارس كل الواجبات الدينية الأخرى؟ هل هذا من الكبائر مع أنه تلامس سطحي وفموي؟
أشكركم واعذروني وادعوا لي بالصلاح التام ولكم جميعا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاللواط محرم بإجماع المسلمين، لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) (هود:82) .
فما تفعله من الكبائر التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، بل هو من أشد المحرمات، لكن لم يرد في الشرع عقوبة لذلك بالحد، لأنه دون اللواط قليلا، وإنما اكتفى بالتعزير لو وصل الأمر إلى الحاكم الذي قد يصل إلى الإعدام، ولذلك فعليك التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد توبته، وعليك أن تكثر من الدعاء وعمل الصالحات من الأعمال كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) (هود:114)، مع كثرةالاستغفار، ثم عليك ترك رفقاء السوء، والسعي للزواج ما أمكنك ذلك، وأتمنى لك التوفيق.
وأرجو من الله العلي القدير أن يصرف عنك ما تعانيه، وأن يوفقك لتوبة نصوح قبل فوات الأوان، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.