2006-05-05 • فتوى رقم 5057
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا، أرشدونى لعمل الصواب:
كنت أعمل فى مجال السينما والإعلانات وما شابهه، ومن الله علي بأن تبت من كل ذلك، ولكنى كنت أعمل حصريا لدى شخص، كلما كان يعمل بمشروع لدى شركة كنت أعمل معه فيها وكان لا يعطينا أجر المثل لعدم خبرتى بمستوى الأجور بذلك الوسط، وعندما علمت بمستوى الأجور كنت أتحرج أن أناقشه فى الأجر الذى أعلم أنه ليس مناسباً، فوسوست لى نفسى الأمارة بالسوء أن احتال لأكمل أجرى من باب أنى مظلوم وخلافه... فكنت الشيء الذى يساوى عشرة قروش أحضره إليهم بخمسة عشر، والفرق كنت آخذه لنفسى، وأصبح بعض الأحيان كنت آخذ هذا المال حتى ولم يكن لى مال ولكن كان ذلك قليل جدا،
وكما ذكرت سالفا إن ربنا سبحانه وتعالى أنعم علي بالتوبة، فأخرجت مما كان عندي من مال صدقة لسداد ما علي من ديون، وجعلت نيتى أن كل عمل خير أعمله بعد ذلك أشرك فيه من أخذت منه مالاً بغير حق، ثم قررت أن أتحلل من كل ما كسبت وأخرجت كل ما معى من مال، وبعد ذلك علمت أن من شروط التوبة إرجاع الحقوق إلى أصحابها فأصبحت فى حيرة من أمري: هل أنا وفيت ما على أم يجب على أن أسدد مرة أخرى إلي أصحاب المال، مع العلم بأنى لا أملك مالاً لأسدد مرة أخرى ، سوالى هو:
1- هل يجب أن أسدد مرة أخرى؟
2- وإن كان يجب أن أسدد فهل يجب أن أذهب لأصحاب الحقوق لأستسمحهم واتفق معهم على طريقه للسداد، أم أتنظر حتى أجمع بعض من المال ثم أذهب إليهم به؟
3- هل يجب أن أذهب إليهم شخصيا وأحكى لهم ما حدث أم أرسل لهم بالمال؟
4- سمعت فتوى أنه إذا عملت مع صاحب عمل بأجر معلوم وفى آخر العمل لم يوفيك كل أجرك حق لك أن تستخلص مالك منه بكل الطرق، هل هذا صحيح مع أنى أعرف أنه لا ينطبق على لأنى لم أعترض على الأجر المحدد لى من البداية واتفق على ما يرضينى، وهو أجر المثل؟
جزاكم الله خيرا، أجيبونى على أسئلتى فأنا فعلا فى حيره من أمرى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بما أنك تعلم من أخذت منه المال أن ترجعه إليه، ولا تبرأ ذمتك إلا بذلك، أو أن تستسمحه فيسامحك. ولا يشترط أن ترجع هذا المال له بنفسك، أو أن تعلمه بأنه مال أخذته منه بدون علمه، بل عليك أن تعيده له بأي طريق تراه مناسباً... إهداءاً أو غير ذلك.
وليس لك حق عند من عملت عنده زائد عن الأجر الذي اتفقت عليه معه، سواء كان يساوي أجر المثل أو أقل منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.