2006-05-11 • فتوى رقم 5187
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كنت أريد أن أسال سيادتكم سؤالاً، ما معنى هذا الدعاء:
"أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، فأنا أدعو به ولا أعرف معناه؟
ولك مني كل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم- أمره بأن يستعاذ بكلمات الله التامات في الصباح والمساء، وعندما ينزل الإنسان منزلاً، بدلاً مما كان يفعله المشركون في الجاهلية من الاستعاذة بالجن، حيث كان أحدهم إذا نزل وادياً قال: أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه، فأبدلها النبي – صلى الله عليه وسلم- بالاستعاذة بالله – عز وجل- واللجوء إليه، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه (3708)، عن خولة بنت حكيم –رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول:"من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات، من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك"، وقد اختلف العلماء في المراد بكلمات الله التامات على قولين القول الأول: أنها أسماء الله الحسنى وصفاته العليا بأن يستعيذ بأسمائه فيقول: أعوذ بالسميع العليم، أو بصفاته فيقول: أعوذ برحمة الله وقوة الله وكبرياء الله، والقول الثاني: أن المراد بكلمات الله هو القرآن الكريم، فإن القرآن كلامه، تكلم به سبحانه ونزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفت الكلمات بالتامات لأنها سالمة من العيوب والنقائص التي تعتري أسماء وصفات البشر على القول الأول، وعلى القول الثاني فالقرآن سالم من النقص والعيوب التي تعتري كلام البشر، لذا أعجز العرب مع فصاحتهم وبلاغتهم أن يأتوا بمثل أقصر سورة فيه.
والمراد الاستعاذة بذلك من شر الشيطان الوسواس الخناس، ومن العين الحاسدة والعائنة التي تصيب بنظرها.
والإكثار من التعوذات النبوية التـي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مطلوب بشكل عام، ومنها ما رواه البخاري والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسـن والحسين ﴿أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كـل عيـن لامة ويقول أن أباكما إبراهيم كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق﴾. وروى الترمذي في حديث حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلم الصحابة هذه الكلمات: ﴿أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين، وأن يحضرون﴾ وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يعلمهن من عقل من بنيه. وغيرها من الأذكار كقوله صلى الله عليـه وسلـم ﴿أعـوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق﴾. قال ابن القيم الجوزية "ومـن التعـوذات النبوية رقية جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم ورواهـا مسلـم في صحيحه﴿ بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسـد، الله يشفيك﴾".
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.