2011-09-24 • فتوى رقم 52294
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا العزيز لدي مشكلة وأرجو من فضيلتكم مساعدتي في إيجاد حل لها
أنا مدرس مسلم ولله الحمد وأحوالي المالية ميسورة بفضل الله وأتحرى الحلال في رزقي، رزقني الله بعدة أولاد أتحرى الدين في تربيتهم وتنشئتهم. أكبرهم موضوع المشكلة في الصف الثالث الإعدادي هذا العام، أتم حفظ القرآن الكريم منذ سنتين وما زال يتابع المراجعة على شيخه، اصطحبته معي للمسجد منذ أن بدأ يتعلم التحكم في نفسه والتمييز بين الصواب والخطأ، عودته على صلاة الفجر وحاولت غرس القيم والدين فيه قدر الإمكان وعلى قدر علمي بالدين، ولكن والحمد لله على كل حال ليس كل ما يتمناه المرء يدركه.
فكما أخبرت فضيلتكم سابقا أن حالي ميسور فلم أبخل على أولادي بشيء من الطيب الحلال ولم أتعود أن أخفي المكان الذي احتفظ فيه بنقودي كما عودني أبي رحمة الله عليه، وكنت كلما أردت شيئا من المال أرسلت ولدي هذا ليحضره من المكان الذي أحتفظ فيه بنقودي، وذات مرة اكتشفت أن نقودي تقل فشككت أني غير دقيق في عده وتكرر الأمر وكان ما وصلت إليه وتحققت منه أن ولدي يأخذ نقودا مني دون علمي.
وبمواجهته اعترف، كان ذلك تقريبا من سنتين فدارت بي الأرض وضاقت علي بما رحبت فلم أكن أتخيل في أسوأ كوابيسي أن ابني يسرقني فعنفته وعاقبته ووعدني ألا تتكرر، ولكي لا تكرر حاولت تلبية جميع طلباته إن كانت منطقية
وزدت مصروفه بحد معتدل حتى لا يضطر إلى مد يده، ومع ذلك تكرر منه الأمر أكثر من مرة رغم أنني صرت حذرا وأبعدت كل نقودي عن متناول يده حتى لا أترك للشيطان عليه سبيلا ومع ذلك اكتشفت أنه يبحث ورائي حتى يصل لمكان النقود ويأخذ منها دون علمي مع العلم أني في البداية بدأت بالنصح وبالتخويف من عقاب الله ثم التخويف من شكله أمام الناس لو علموا بأمره وعاقبته بالضرب والحبس في المنزل مرات والآن أفكر في طرده من بيتي وحياتي نهائيا.
لذا أتوجه إلى الله أولا ثم لفضيلتكم لعل الحل يكون على يد فضيلتكم وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالحل أن تغتنم وقتا مناسبا هادئا وتختلي بولدك هذا في مكان بعيد عن الناس، ثم تطلب منه بإلحاح وهدوء بأن يصدقك بعد أن تطمنه تماما، واسأله بعدها عن الطريق الذي يصرف به ذلك المال، فإن كان مشروعا فأعطه مصروفه وأغنه عن السرقة، وإن كان محرما فذكره بالله تعالى، وخوفه من عقابه، وعوده على مراقبته، واربطه بصحبة صالحة طيبة، وادع له بالهداية، ولا تتوقف عن معالجة الموضوع بحكمة طول بال، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.