2005-12-05 • فتوى رقم 535
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الدكتور، هناك سؤال يحير العديد من العائلات المقيمة في أمريكا، وهو يتعلق بموضوع الأكل، وخصوصا الطعام الذي يباع في السوبر الماركات الأمريكية، وتحديدا اللحوم والدواجن، فمارأيكم في شرائها من هذه المحلات، مع العلم أنه يوجد محل إسلامي يبيع اللحوم والدواجن مذبوحة على الطريفة الإسلامية، وسعرها تقريبا ضعف ما يباع في المحلات الامريكية، نريد رأيكم بشكل عام بهذا الموضوع.
هناك موضوع آخر نود رأيكم فيه، وهو موضوع أهل الكتاب، وأنه هل يوجد في وقتنا المعاصرأهل كتاب، وهل يجوز لنا ان نسمي ما حولنا من يهود ونصارى بكفار. سؤال آخير يتعلق بأهل الصين واليابان وآسيا القصوى، وبالتحديد موضوع أكل طعامهم، لأنهم لا يعتبرون بأهل كتاب،
ونشكر لك الإجابة على أسئلتنا، وجزاك الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإطلاق كلمة كفار على أهل الكتاب جائز، بل ومذكور في القرآن الكريم في قوله تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (المائدة:17) وقوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) (التوبة:30) , ولكن غذا كان هذا الإطلاق يؤذيهم ويوتر العلاقة بين المسلمين وبينهم فلا ينبغي إطلاقه عليهم سياسة، لقوله تعالى: (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:108).
كما أنه لايجوز الأكل من اللحوم المشكوك في طريقة ذبحها ومحتوياتها وإن كلفك الطعام الموثوق منه أضعاف ذلك, ولا يجوز أكل طعام الكافر غير أهل الكتاب المحتوي للحوم التي قاموا هم بذبحها، فإذا وثقت بأن أهل الكتاب قاموا بالذبح بالسكين من غير خنق، فلا باس بأكل ذبيحتهم عند ذلك ولو لم يسموا عليها، أما الخنازير فلا يجوز أكل لحمها مطلقا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.