2012-01-30 • فتوى رقم 55063
السلام عليكم
عندي الخوف المرضي من الموت، أفكر فيه كل يوم عشرات المرات سببه الجهل بما ينتظرني هل هو النور أم الظلام و العذاب، ماذا أفعل لأعيش ما تبقى من عمري بسلام؟
ادع لي يا شيخ وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فكراهية الموت إنما تأتي من كثرة انغماس الإنسان في الملذات، ويكون علاج ذلك عن طريق تقوية الإيمان بالتوبة والاستغفار، وكثرة ذكر الله عز وجل، والإكثار من العمل الصالح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنّ هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء) قيل: يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال: (كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن) رواه البيهقي في شعب الإيمان، وأيضاً زيارة القبور فإنها تذكر الإنسان بنهاية الحياة الطبيعية، ولماذا يخاف المؤمن من الموت، والموت لا يعني الفناء؟ فليس الموت إلا مرحلة من المراحل التي سيقطعها المؤمن في طريقه إلى لقاء ربه الغفور الرحيم؟! فالإنسان كان ماءً مهينا ثم صار علقة بعد ذلك، ثم صار مضغة بعد ذلك، ثم جنيناً في رحم أمه، ثم إلى الحياة الدنيا، ومنها إلى الحياة الآخرة. الجنين يرتعد فؤاده (في أول الأمر) خوفاً من الحياة الدنيا، وهي له أوسع وأكبر، والحياة الآخرة أوسع من الدنيا ولا شك، وهي للمؤمنين دار السعادة والجزاء الحسن، ولهم فيها الأمان والاطمئنان، قال الله تعالى: ((الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)) [الأنعام82]، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعاً في الفردوس الأعلى، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.