2006-06-22 • فتوى رقم 5888
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أرجو من فضيلتكم أن تشرحوا لي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب: هم الذين لايسترقون، ولايتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون).
ماذا يقصد رسولنا الكريم بـ : لا يسترقون ولا يتطيرون؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد روى البخاري برقم (6175)، ومسلم برقم (220) عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( عرضت علي الأمم فأجد النبي يمر معه الأمة والنبي يمر معه النفر والنبي يمر معه العشرة والنبي يمر معه الخمسة والنبي يمر وحده فنظرت فإذا سواد كثير قلت يا جبريل هؤلاء أمتي؟ قال لا ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد كثير قال هؤلاء أمتك وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب قلت ولم؟ قال كانوا لا يكتوون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) . فقام إليه عكاشة بن محصن فقال ادع الله أن يجعلني منهم قال (اللهم اجعله منهم) . ثم قام إليه رجل آخر قال ادع الله أن يجعلني منهم قال ( سبقك بها عكاشة ).
فمعنى قوله ( لا يسترقون ): أي لا يطلبون الرقية غير الشرعية، أو لايعتقدون أن الرقية تشفي بنفسها، وقد ورد الإذن بالرقية الشرعية، ووجه الجمع بينها أن المنهي عنه ما كان بغير أسماء الله وصفاته وكلامه في كتبه المنزل وأن يعتقدوا أن الرقيا مانعة لا محالة، والمأمور بها ما كان بالقرآن ونحوه.
ومعنى قوله ( ولا يتطيرون ): أي لا يتشاءمون بالطيور ومثلها مما هو عادتهم قبل الإسلام، والطيرة ما يكون في الشر ، والفأل ما يكون في الخير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.