2006-06-24 • فتوى رقم 5951
شيخنا الفاضل: عمري الآن 29 سنة، والحمد لله أن من الله على بالهداية، بدأت أصلي منذ شهر، أحيانا صلاة فردية وأحيانا جماعة.
كنت غير مواظب على الصلاة كسلا ، منذ أن كان عمري 13 سنة حتى صار عمري 29.
قرأت من فتاوي أخرى في موقعكم الكريم بأنه علي أن أصلي كل الفوائت ( 16 سنة لم أصل ، أي علي 28800 صلاة)، أي لو صليت فرضا من الفوائت مع كل فريضة من الفرائض الحاضرة، سأنتهي منها وقد بلغت من العمر 45 سنة.
فهل هناك دليل صريح أن على المسلم أن يصلي جميع الفوائت، أو أن التوبة تجب ما قبلها؟
تحياتي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاولا أهنئك على هدايتك للحق وملازمتك للصلاة مهما كانت النية لذلك، والصلوات الفائتة تبقى في ذمة الإنسان، لحديث النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها فإن ذلك وقتها)، وقد قاس الفقهاء ترك الصلاة مطلقا على تركها نسيانا أو نوما عنها، وكل ماهو مطلوب منك الآن أن تقدر الأوقات التي تركت الصلاة فيها منذ البلوغ، ثم تقضي ذلك بحسب قدرتك وإمكانك على مهلك، فتقضي مع كل صلاة وقتية صلاة سابقة أو أكثر، ولك أن تقضي الفروض السابقة بدلا من السنن الحالية إذا تعذر الجمع بين القضاء والسنن، لأن الفروض مقدمة على السنن، ولك أن تقضي العشاء في وقت الظهر أو العصر أو غير ذلك، ولك أن تقضيها كلها في الليل إذا شئت، ولك أن تقضي أكثر من فرض واحد في الوقت الواحد، وأرجو أن يكون هذا كفارة لك.
وأسأل الله تعالى لك القبول، وأرجو أن توفق مع ذلك إلى توبة نصوح مقبولة إن شاء الله تعالى، وإن الله تعالى يفرح كثيرا بتوبة عبده، ويباهي بها الملائكة.
ودليل ذلك من السنة قول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها) رواه النسائي وغيره.
ومما يدلّ على وجوب القضاء أيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه :« أنّ النّبي صلى الله عليه وسلم أمر المجامع في نهار رمضان أن يصوم يوماً مع الكفارة » أي بدل اليوم الذي أفسده بالجماع عمداً.
ولأنّه إذا وجب القضاء على التارك ناسياً فالعامد أولى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.